يحتدم النقاش في بعض البرامج الرياضية عبر بعض القنوات الفضائية وربما خرج بعض الضيوف عن الذوق العام بل يصل ببعضهم إلى إلقاء عبارات مسيئة مليئة بالعنصرية المقيتة ، قد تصل إلى الإساءة إلى بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما حدث في أحد البرامج الرياضية الخليجية عندما دار نقاش بين بعض اللاعبين السابقين محمد كرم وحمود سلطان في برنامج المجلس ، وبدأت القصة بحسب الوطن القطرية عندما ذكر المقدم خالد جاسم اسم حمود سلطان ووقتها قال محمد كرم في برنامج المجلس: أنا ما أحب السود! ويرد عليه خالد جاسم: احترم نفسك وترى بلال مؤذن الرسول عليه الصلاة والسلام سود ويقول محمد كرم باستهزاء: وحمود سلطان مؤذن حق من؟ فاحتدام النقاش قد أدى إلى تهكم كرم ببلال رضي الله عنه من خلال الإشارة لحمود سلطان، وقد كان للبرنامج موقف يحسب لهم عندما أخرجوا كرم من البرنامج كما ذكر، وقد علمنا الحبيب عليه الصلاة والسلام ازدراء العنصرية والبعد عنها ويدل على ذلك ما جاء في الصحيح (َعن أَبِي ذَرٍّ قَالَ:كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلَامٌ وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً فَنِلْتُ مِنْهَا فَذَكَرَنِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي أَسَابَبْتَ فُلَانًا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَفَنِلْتَ مِنْ أُمِّهِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ: إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ.. الحديث) رواه البخاري ومسلم، وفي رواية : فقلت له: يا ابن السوداء، وقوله عليه الصلاة والسلام : فيك جاهليّة أي خصلة من خصال الجاهلية) فهذا موقف سيد البشرية جمعاء من العنصرية المقيتة ، خاصة وأن النقاشات عندما تزداد حدتها يخرج منها إساءات وكلمات ربما توبق صاحبها والعكس عندما تكون الكلمة طيبة ترفع صاحبها عند الله ففي الحديث عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) رواه البخاري فالنقاشات الطيبة التي تخرج منها كلمات طيبة تكون في ميزان حسنات صاحبها، وتنتشر الرؤية الطيبة بين المستمعين والمشاهدين لها ويثنى على صاحبها والعكس إذا كانت النقاشات حادة ويصدر عنها بعض الأمور التي لا تتوافق مع الجوانب الشرعية يذكر قائلها بسوء، لذا فإن اجتناب النقاشات الحادة والخروج عن أهداف الموضوعات المثارة والقفز على أمور أخرى من الأشياء التي نهى عنها ديننا العظيم، وهي التي تتسبب في خروج بعض المشاركين عن الطريق الصحيح فيرتكب أخطاء بحق زملائه وربما حدث منه إساءة بحق الدين، وهذا ما لا نريد حدوثه في البرامج الرياضية وغيرها، ولهذا فإن العمل الهادئ والذي لا يكون فيه إساءات يخدم الرياضة ويفيد المشاهد أكثر من الموضوعات التي تطرح بإثارة فينتج عنها إساءات غير مقبولة وتتنافى مع الدين.. نسأل الله للجميع التوفيق.