أصبحت الألعاب الالكترونية تستهوي قطاعا كبيرا من الشباب، حيث لم يعد الأمر مقصورا على الأطفال فقط.. فهي «وسيلة ناجعة للهروب من مشكلات الحياة وضغوطها» كما يصفها عبدالرحمن الفهادي.. و»عالم افتراضي جميل نحقق فيه أحلامنا» حسبما يراه سعود هاشم.. و»طريقة ملائمة للترفيه» مثلما يراها الكثيرون غيرهما. «المدينة» حاولت التعرف على تلك الهواية لدى الشباب، والتي شغفتهم حتى باتوا يقضون ساعات طويلة يمارسونها، فيقول أسامة الرشيد، مدير إحدى المؤسسات التجارية العاملة في هذا المجال: هناك إقبال كبير من الشباب على الأجهزة الالكترونية وخاصة «البلاي ستيشن 3»، و»الإكس بوكس».. ويضيف: نحقق 85% من مبيعاتنا من خلال الأجهزة والبرامج التي تعمل «online» حيث تستأثر باهتمام الشباب، وقد حقق ذلك بعدا مهما، حيث ساهم في التخفيف من ظاهرة النسخ المزورة التي ملأت السوق، لأن البرامج والألعاب التي تمارس «online» لا تعمل بالنسخ المزورة، فأصبح لزاما شراء النسخ الأصلية، وهذا يصب في صالح السوق، ويقضي على السلبيات التي انتشرت في هذا المجال. ومن جانب الشباب يقول عبدالرحمن الفهادي: ان ألعاب البلاي ستيشن أصبحت مادة يجتمع حولها الشباب، ويقضون أوقات فراغهم، ويستمتعون بأوقاتهم من خلالها، فأحيانا ننتظر نهاية الأسبوع بشوق، لنجتمع في الصالة ونمارس لعبتنا المفضلة، فلا نشعر بالوقت الطويل الذي مر ونحن نلهو، بل نجدها وسيلة ناجعة للهروب من مشكلات الحياة وضغوطها. ويقول سعود هاشم، طالب في المرحلة الثانوية: ازداد بريق الألعاب الالكترونية بعدما أصبحت تحاكي الواقع، واستطاعت التكنولوجيا أن تضفي مزيدا من المتعة والجاذبية على تلك الألعاب، فحينما أمارس الألعاب الرياضية أستطيع أن أختار النادي الذي أشجعه، وأسمع هتافات الجمهور كما أسمعها في الحقيقة، وأتحكم في الشاشة حسب إرادتي، بالإضافة إلى العديد من المميزات الأخرى، كما أن هناك ألعابا تفاعلية أستطيع أن أمارسها على النت مع أصدقائي المتواجدين على الشبكة، وهذا كله صنع عالما افتراضيا جميلا يطلق العنان لخيالي، ويترجم أمنياتي على أرض الواقع. يستهل الشاب سعد مساعد حديثه بالقول: إنني من عشاق لعبة ال(PCB)، حيث أقضي ما يقارب الثلاث ساعات يوميا مبحرا في عالمها، وعن ولعه بالألعاب الرياضية يتابع، أهوى صناعة الخطط، وترجمة رؤيتي في المباريات التي ألعبها، وأكون أثناء لعبي أشبه بالمدرب الذي يقود الفريق، حتى انني أتفاعل كثيرا مع المباراة. ويستطرد حديثه بالقول: وهناك لعب حربية مدهشة، تجعلك تعيش الحدث وكأنك على أرض الواقع، والأهم أنني أقضي وقتا ممتعا، ولحظات جميلة تملأ فراغي، أما الأطفال الذين التقيناهم فيتفق أولياء أمورهم على انشغالهم بتلك الألعاب، وولعهم بها إلى حد أنهم باتوا قلقين عليهم من مخاطر الجلوس الطويل أمام التلفاز أو شاشة الكمبيوتر. وللوقوف على سلبيات وايجابيات الألعاب الالكترونية، والاطلاع عليها من بؤرة أعمق، توجهنا إلى أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة أم القرى الدكتور خالد يوسف، والذي بادر بالقول: إن الألعاب الالكترونية سلاحٌ ذو حدين، فلها فوائد إذا أحسنا استخدامها، وعليها أضرارٌ إذا أسأنا استعمالها. وعن آثارها على الأطفال والمراهقين يقول: من أبرز ايجابياتها أنها تنمي خيال الأطفال، وتنمي قدرتهم على التفكير وهذه نتائج موثقة أثبتتها الكثير من البحوث العلمية، بالإضافة إلى أنها تساعد المراهقين على تفريغ طاقاتهم بشكل إيجابي، وتملأ فراغهم، أما أضرارها فهي ناتجة عن سوء الاستخدام ومن الممكن أن نتجنبها وذلك بعدم الجلوس طويلا أمام شاشات التلفاز والكمبيوتر لأنها تضر بالعين والصحة العامة، وكذلك بمراقبة أطفالنا وعدم تعريضهم لألعاب العنف التي قد تضر سلوكياتهم.. ويختتم حديثه قائلا: علينا أن نثقف أنفسنا في التعامل مع هذا الأمر، ونوعي أطفالنا به ونوجههم، لكي ندرأ عنهم مخاطره ونحقق لهم في الوقت ذاته المتعة المحمودة، والمأمونة العواقب».