في ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، رأينا ورأى العالم، أعظم خطوات ثابتة، مؤصلة بالإنجازات الخالدة لك يا وطن الخير والعطاء فهذا الوطن ووحدته في قلب عبدالله بن عبدالعزيز. وهذه ذكرى بيعتك يا خادم الحرمين، نجدد ونحتفي بشهامتك فلقد اتسمت يداك بالحضارة فأضاءت مسيرتك العطاء لمدن عملاقة ومشروعات جبارة وخير ورخاء للوطن والمواطن، ولقد كانت سعيدة تلك السنين التي مرت وتأتي هذه الذكرى الخالدة الغالية على قلوبنا، فلا يكاد يمر عام إلا والنهضة مشرقة للعلو الشامخ، نعم إن الأقلام لتعجز بكل ما تملك عن التعبير عما تكنه القلوب من حب وتقدير لكم يا خادم الحرمين، ومن هذا المنطلق حققت المملكة في عهد هذا الملك الصالح إنجازات ضخمة وتحولات كبيرة حتى تمكن -رعاه الله- بحنكته القيادية من تعزيز دور هذا البلد الكريم في المجال الإقليمي والعالمي اقتصاديًا وتجاريًا وبفضل الله عز وجل أوجدت هذه البلاد لنفسها ولشعبها تواجدًا في المحافل العالمية وصناعة القرار الدولي، وقبل هذا كان الحفاظ بقيادة الملك عبدالله على ثوابتنا الأساسية لتتماشى مع نهج الملك عبدالعزيز المؤسس رحمه الله، وحري بكل سعودي أن يقف في هذه الذكرى الغالية ذكرى البيعة وقفة تأمل، يستعيد فيها أبعاد توحيد المملكة على يد الملك المؤسس وانعكاساتها على المجتمع اقتصادًا وأفرادًا، ولقد غرس توحيد هذه الأرض الطيبة أول بذور النماء التي تشكل منها عصب الاقتصاد السعودي ولم يكن مشوار النماء سهلًا، وكانت عزيمة القيادات السعودية تقود مسيرة شعب انهمك في البناء يفتت كل عقبة تقف أمامه وهو يشيد اقتصادا امتد هيكله ليستوعب قطاعات صناعية وزراعية وخدمية خلقت منظومة متكاملة تجسد ملحمة تنموية رسمت معالم حضارية جمعت بين عبق الماضي وزهو الحاضر، وتهيأت للمستقبل بتطلعات واعدة واثقة، إن ذلك الإنجاز أكبر من أن يستعرض في سطور، والواقع يشهد بذلك، حيث القفزة الحضارية العملاقة والتوازن بين التطور الكبير الذي تشهده المملكة وبين الثوابت الدينية والأخلاقية، وها نحن في الذكرى السابعة التي تمر علينا بتوليك مقاليد الحكم وإنجازات هذا الوطن شاهد عيان على أرض الواقع، وقد ارتفعت الأيادي إلى السماء للدعاء بأن يجعل التوفيق حليفك يا ملك الإصلاح وأنت متسلحًا بكل دعم ومساندة من شعبك الذي أحبك بدءًا بعضدك الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز والحكومة الرشيدة وأبناء هذا الوطن الحبيب، وتكللت الإنجازات لأكبر توسعة في تاريخ الحرمين «توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحرم المكي الشريف» كما دشّن رعاه الله عددًا من المشروعات التطويرية بالمشاعر المقدسة وأعلن بدء توقيت مكة العالمي وقال أيده الله: هذا من فضل الرب عز وجل، وهذا ما لنا فيه كرم، الكرم للرب عز وجل ثم للشعب السعودي الصادق الأبي والمسلمين قاطبة، هذا للمسلمين قاطبة. وفي هذا العهد الزاهر تعددت إنجازات الشؤون الصحية في الحرس الوطني فالمتابع للتطور الكبير الذي يشهده هذا القطاع سوف يرى عن كثب التوازن بين النمو والتوسع الأفقي بالخدمات والرعاية الصحية جنبا إلى جنب مع بناء الكوادر الوطنية المؤهلة في التخصصات الطبية والتمريضية والصحية والإدارية كافة مما أنشأ قاعدة متينة تدعم هذا الكيان الشامخ، ولقد كان محور الاهتمام في هذه المنظومة هو المريض، حتى بدأ التشغيل للعديد من المشروعات التي لا تألو جهدًا لمواكبة مستجدات العصر والتقدم التقني والطبي الحديث لهذا الصرح العملاق ولإضافة المزيد لإسعاد منسوبي الحرس الوطني والمواطنين حتى ينعموا بموفور الصحة والعافية، فهناك مشروعات بدأتعمليات التشغيل المبدئي وهي مركز الملك فيصل لأمراض وجراحة القلب، ومركز العيادات الخارجية، والتوسعة الطبية لمرافق الطوارئ، وتوسعة مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للأورام ووحدة زراعة نخاع العظم، ووحدة الحروق، وهناك برنامج الخدمات الإلكترونية للمرضى والذي يعد برنامجا لراحة المريض وتوفير المعلومات المهمة بوسائل تقنية مريحة وفعالة، وكان أن بدأ العمل ونفذت على أرض الواقع هذه المشروعات الطبية الجديدة حتى غدت هذه المنظومة الصحية بالحرس الوطني تحتضن الخدمات الصحية وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية لتستمر مسيرة التنمية حاملة المزيد من مشروعات الخير لهذا الصرح الطبي. يا خادم الحرمين ونحن نحتفل بذكرى مبايعتك نجد أن كل هذه الإنجازات تقف خلفها يا رجل البناء والتخطيط والوفاء الذي أعطيت ولا تزال تعطي الكثير للوطن والمواطن، والكل يشهد أن شغلك الشاغل هو المواطن السعودي أينما كان وحياته الكريمة، وكانت توجيهات واهتمام وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، ومتابعة معالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية الدكتور بندر بن عبدالمحسن القناوي خير معين لتكملة المسيرة على نهجكم الكريم. أخيرًا.. تحل هذه الذكرى الغالية ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله ومملكتنا الإنسانية تشهد مكانة العز والفخر.. وإنني اسأل المولى عز وجل أن يديم على هذا الوطن الأمن والاستقرار، وأن يحفظ ملكنا الغالي ويمده بالصحة والعافية. * المدير التنفيذي للتشغيل بالشؤون الصحية بالحرس الوطني بالقطاع الغربي