تبدأ في كامب ديفيد بأمريكا بعد غد (الجمعة)، أعمال قمة «مجموعة الثماني»، والتي سيشهدها لأول مرة رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي. ويتوقع أن يستغل الرئيس الأميركي باراك أوباما القمة للتشديد على أولوياته في مجالي الاقتصاد والسياسة الخارجية. وعن منطقة اليورو، يتوقع أن يبحث رؤساء الدول والحكومات سبل منع امتداد أزمة الديون في منطقة اليورو في داخل الاتحاد الأوروبي وفي خارج القارة على خلفية المأزق السياسي في اليونان والمخاوف على النظام المصرفي الإسباني. وسيشارك الرئيس الفرنسي الجديد الذي يصر على النمو، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تشدد على سياسة التقشف في الحسابات العامة، بالقمة. وفي الشأن السوري، ينتظر أن يدعو القادة سوريا إلى احترام وقف إطلاق النار الذي اخترق بانتظام منذ دخوله حيز التنفيذ في 12أبريل وكذلك خطة السلام المؤلفة من ست نقاط التي طرحها وسيط الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. لكن روسيا تطالب المعارضة بوضع حد لأعمال العنف فيما يعتبر الغربيون أن على الرئيس بشار الأسد أن يقوم بالخطوات الأولى لترسيخ وقف إطلاق النار. وعن إيران، يرتقب أن يؤيد المشاركون حلاً تفاوضيًا لأزمة البرنامج النووي الإيراني قبل استئناف المحادثات بين الدول الست المعنية بهذا الملف (ألمانيا، الصين، الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا وروسيا)، وطهران في 23 مايو في بغداد. أما فيما يخص كوريا الشمالية، فيتوقع أن يبحث قادة مجموعة الثماني خطر قيام بيونغ يانغ بتجربة نووية ثالثة بعد أن أدانوا الشهر الماضي إطلاق صاروخ من قبل كوريا الشمالية التي قالت إنه يهدف إلى وضع قمر صناعي في المدار فيما يشتبه الغربيون بأنها تجربة صاروخ نووي. إلى ذلك، قال أوري دادوش من مؤسسة كارنيغي إن القمة «ستشكل مناسبة للولايات المتحدة مع فرنسا وإيطاليا وربما بريطانيا لمطالبة الألمان بمزيد من المرونة». لكن في هذا الموضوع لا يتوقع المراقبون أن تفضي القمة إلى تغيير ملفت في السياسة. ورأى ماتيو غودمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وهو مجموعة أبحاث أميركية، «ستكون محادثات أكثر منها حدثًا يخرج بأفعال ملزمة». وإن كانت القمة ستشهد أول مشاركة لهولاند ومونتي ونودا، فإن الغائب الأكبر سيكون فلاديمير بوتين الذي استعاد منصبه الرئاسي في روسيا لكنه فضل إرسال سلفه رئيس الوزراء الحالي ديمتري مدفيديف إلى كامب ديفيد لينصرف هو إلى تشكيل حكومته كما أعلن رسميًا.