مع كل هذه الصدمات التي نتلقاها صباح مساء على المستويات المختلفة والتي يصافحنا بها الإعلام بين لحظة وأخرى لم تكن صدمتي بغياب ملحق الأربعاء عن الجريدة الأم صدمة عادية كملحق منفصل ارتبطت به زمنًا طويلاً بعد أن وجدت الملحق أصبح ضمن الجريدة، مع إعجابي وإشادتي بهذه الخطوة الرائعة، صدمني التغيير الذي هو في الغالب إدخال تحسين أو تجديد وتطوير على الأداء لتحقيق الأهداف لكنه كان بالنسبة لي صدمة لأنه يمس ما اعتدت عليه، وقد قيل العادة أقوى من كل شيء وأيضًا العادة أقوى من المنطق. ومع هذا يجب أن نعلم أن أكثر المعارضين للتغيير هم جنود الاعتياد وحراسه والمستفيدون من غيابه لذا يسعون لمحاربة كل تغيير، ولذا تكون ردة الفعل هي المقاومة لكل تغيير يمكن أن يمس أنماط وأساليب حياتهم وعلاقاتهم خوفًا على مصالحهم. التغيير سنة كونية يتغافل عنها الكثير مع أنها أصل وجود ويجب أن تكون ثقافة التغيير حاضرة على المستوى الشخصي من خلال تطوير الذات وعلى المستوى المؤسسي والإداري من خلال الاستفادة من كل جديد يقود المؤسسة للتميز وزيادة الإنتاجية والمستوى الاجتماعي من خلال الاستجابة لاحتياجات العصر الذي نعيش فيه بالتعليم والتعايش مع المتغيرات التي لا تسلب من المجتمع هويته ولكن تحقق لأهله الاطمئنان النفسي والتوافق الاجتماعي والحضاري. إن الإيمان بالتغيير مطلب حضاري وإنساني وثقافي يحقق لنا الكثير من النجاحات والمنجزات التي تخدم الجميع في ظل وجود قانون ينظم حياة الناس يمكن الاحتكام إليه في كل خلافاتهم مع تأمين بيئة صالحة للإنتاج والإبداع والإصلاح دون المساس بالثوابت التي يجتمع عليها الجميع، لهذا تغدو القابلية بالتغيير مطلبًا مهمًّا ويجب أن يكون هناك تركيز في مناهجنا لتعليم هذا والاهتمام بتوطينه في النفوس لكي تكون الاستجابة للتغيير إيجابية وليس بهذه السلبية التي تقودنا مع الرافضين له إلى حروب نهدر معها كثيرًا من الجهد والوقت ونفوت على أنفسنا فرصًا كثيرة من العطاء والإنجاز، وليس ببعيد عنا تجاربنا الكثيرة مع التغيير وعدم القبول به وخسائرنا الثقافية والحضارية لاستجابتنا لمحاربي التغيير والتطوير وحرمان الوطن من فرص التقدم والتطور في جميع مناحي الحياة زمنًا طويلاً.