(1) الدائرة: سيدة الأشكال، ورمز الكمال.. تراها تتدحرج في كل شيء حولك، من كرة القدم، إلى الشمس المنيرة المستديرة، إلى الفكرة التي تدووور في رأسي هذه اللحظة! يقولون في نشرة الأخبار: الحرب (دائرة) في أفغانستان.. لماذا لا يقولون الحرب مثلث؟! يسمّون الأشياء بالدوائر، فمثلاً: (الدائرة) الحكومية.. ألا يصلح أن نقول: المربع الحكومي؟! يبدو أن الإدارة والمدير كلاهما مشتقان من الدائرة، بعد فترة تكتشف أن هناك مديرًا توحد مع الدائرة، وامتلأ بالدوائر القبيحة، أولها: دائرة المقربين، وآخرها: كرشه! يقولون أيضًا: إن فلان دارت عليه الدوائر.. ما هي هذه الدوائر، والتي يبدو أنها مخيفة؟!.. لا أعلم! اللهم نجّنا من الدوائر، والمثلثات الحادّة، والمربع الأشبه بسجن! (2) العجلة، أهم اختراع بشري: دائرة. رغيف الخبز: دائرة. الحياة والموت: دائرة. العمر: دائرة. أجمل ما في الأنثى: دوائر تفكير تجعل رأسك يدوووور! الضياع: دائرة.. (كل الذين يتيهون في الصحراء، يصنعون دوائر ضخمة، ويعودون إلى نفس النقطة التي بدأ ضياعهم منها). الكون بأفلاكه وكواكبه: دائرة لا متناهية. (3) أنا وأنت: كل منا يعيش في دائرة لا يراها! نظن دائمًا أنها الأكمل والأجمل، لأننا داخلها وجزء منها: دائرة العائلة والقبيلة، دائرة العادات التي ولدت معنا، دائرة الأفكار التي تراكمت في رؤوسنا، وظننا أنها الأكثر صوابًا. أنا وأنت: نحتاج كل فترة أن نخرج من الدوائر التي ولدنا فيها، أو التي تشكلت حولنا. (4) أنت لوحدك: دائرة صغيرة وكئيبة.. تبدأ منك لتعود إليك. أنت -كجزء من عائلة وأصدقاء- دائرة كبيرة ومختلفة. أنت -كجزء من جماعة كبرى، أو فكرة مؤثرة- دائرة أكبر وأهم. بإمكانك أن تُفجر هذه الدائرة الصغيرة، أو تشطب حدودها، لتكتشف أن الدائرة الصغيرة جزء داخل دائرة كبيرة، وتلك الثانية جزء داخل دائرة ثالثة أكبر.. وتستمر الدوائر، إلى أن تصل إلى الدائرة الأعظم والأكبر: الإنسانية. الكرة الأرضية: دائرة.. فلماذا تسجن نفسك في دوائرك الصغيرة؟! إلى متى وعقلك محبوس في صندوق مربع.. وأنت في الدائرة الأصغر؟ ابحث في دائرة أكبر لعلّك تجد مفتاح المربع! (5) انتهى المقال، ولا توجد أي إضافة.. فقط أردت أن أقف عند الفقرة رقم (5) احترامًا لها لأنها دائرة! [email protected]