(3) “ما الذي أنجزته خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية؟” هل سبق لك -وعند رمي رأسك على الوسادة- أن طرحت هذا السؤال على نفسك؟! حسنًا.. يوم واحد مدة قصيرة جدًّا، من الممكن أن يمضي دون أن تحقق أي شيء.. تعالَ لنجرّب مدة أطول: قريبًا سينتهي هذا العام.. ما هي الأشياء التي حققتها خلال أيامه ال 365؟ هل كان لك أحلام جديدة؟ هل قاتلت، وسعيت لتحقيقها.. أو “حاولت” على الأقل؟! هل عملت على تحسين وضعك، وزيادة دخلك (مثلاً)؟ أنت مثل الأغلبية: تنتقد هذا المجتمع -وأنت جزء منه- هل فكرت بتغييره من خلالك أنت؟ هل تخلّصت من بعض عاداتك السيئة؟ خلال هذا العام: كم قرأت من الكتب الجديدة؟ وكم شاهدت من الأفلام المهمة؟ وما هي الأشياء المدهشة التي اكتشفتها في هذه الحياة الرائعة (ستظل رائعة رغم تذمرك وتشاؤمك ؟!)، وكم كسبت من العلاقات الإنسانية؟ لا تجعل التفاصيل الصغيرة تشوش عليك روعة المشهد الأكبر. لا تجعل التفاصيل الصغيرة تلغي المعنى الأكبر للحياة. هل جرّبت -خلال هذا العام- أن تفتح بعض النوافذ الصدئة في رأسك؛ لترى العالم بشكل مختلف؟ هل جرّبت أن تطرد بعض الضباب أمام عينيك لترى الحياة بشكل آخر؟ هل مارست هواية جديدة لم يسبق لك ممارستها؟ هل فكّرت بكسر بعض القيود التي ورثتها من الأسلاف؟ هل داعبت رأسك الثقيل فكرة مجنونة؟ هل فكرت بالتغيير.. على قدر طاقتك.. وحسب المساحة المتاحة أمامك؟ (2) كن مثل ذلك التاجر القديم، الذي اقترب من الإفلاس، وعاد إلى دفاتره القديمة: ما هي الأشياء التي ربحتها في هذه الحياة؟ أين هي الخسائر؟ وما هي أسبابها؟ وحاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه.. فمن لا “يراجع” نفسه وحساباته.. سيكتشف فقره العظيم! (1) من أنت؟! رقم.. عدد صغير لا ينتبه له أحد.. كائن بشري أشباهك في العالم يتجاوز عددهم الستة مليارات. ال6000000000 ما أكثر الأصفار! يمضي التاريخ دون أن ينتبه إليك أو يقف عندك. (0) أعد القراءة .. المقال اختلف.. وأنت لم تعد أنت! [email protected]