لو قُدّر للاعب عبدالرحيم الجيزاوي (نجم الفريق الأهلاوي) الذي مرر كرة المباراة، التي جاء منها الهدف الغالي أمام الهلال أن يغادر الملعب، بعد سقوطه على أرض الملعب إثر اختناقه من شدة الغبار العالق في ملعب درة الملاعب، فإن لا أحد كان سيتصوّر السيناريو الذي كانت ستؤول إليه المباراة باعتبار أن اللاعب كان الورقة الرابحة في الفريق، وسبب إزعاجًا كبيرًا للفريق الهلالي بحركته الدؤوبة وتمريراته القاتلة. حادثة سقوط الجيزاوي جعلت كلّ مَن في الملعب وخارجه من الأهلاويين يضعون أيديهم على قلوبهم، متمنين أن ينهض اللاعب بسلام، وهو ما حدث بعد ان جاءت حادثة سقوطه بصورة مفاجئة، حيث اصطادته الكاميرا وهو يحيي المدافع الهلالي أسامة هوساوي.. وسط ابتسامة مشتركة، وأثناء متابعته للمشي سقط فجأة وسط استغراب الجميع، ومسك حلقه، وبطنه؛ ممّا أجبر الحكم على إيقاف اللعب واستدعاء الجهاز الطبي، حيث خشي الجميع أن تكون الحالة (بلع لسان) من خلال الألم الذي كان يعاني منه بصورة مشابهة لأولئك اللاعبين الذي بلعوا ألسنتهم، ولكن اللاعب بمساعدة الطبيب تجاوز محنته، ونهض وسط تصفيق حاد من الجماهير، ولاعبي الفريقين، وأكمل المباراة، وخطف نجوميتها. الحادثة أعادت للذكرى أكثر من مباراة لعبت وسط أجواء متربة ومغبرة، حجبت الرؤية، وتسببت في إيذاء اللاعبين من خلال دخول الغبار العالق إلى حلوقهم، وهو ما يقود لمشكلات صحية عديدة، إلاّ أن الغالب استمرار اللعب في مثل هذه المباريات. وفي تعليق له عن الحادثة أكد اللاعب الجيزاوي بأنه شعر باختناق من جراء البلغم الذي تجمع في حلقه من جراء دخول الغبار إليه، لكن بعد المعالجات الطبية شعر بالتحسن ومعاودة اللعب، وهو كان بمثابة رسالة اطمئنان للأهلاويين الذين قلقوا عليه، وأسرته التي كانت تتابع المباراة عبر التلفاز، وشكر الجيزاوي كل من سأل عنه من الأقارب والأهل وزملائه اللاعبين في جميع الأندية. الرأي الطبي: اللعب في وجود الغبار غير صحي وفي تناول الرأي الطبي حول استمرار اللعب في جو مغبر، قال الدكتور محمد قطاب بأن الغبار يؤدّي إلى دخول الأتربة الناعمة للحلق، ويسبب اختناقًا فيه، وزاد: «في رأيي ان اللعب وسط اجواء مغبرة يسبب الكثير من المشكلات الصحية للاعبين. وأتمنى أن يتم اللعب بالأقنعه، لو أُجبر اللاعبون على مواصلة اللعب. وأعتقد أن حتى المنظمة الدولية للصحة لها رأي حول ممارسة الكرة في ظل اجواء غير صحية، وأحب إن أشيرإلى ان التراب الناعم، والذي يأتي من الأجواء يسبب (تحسس الأتربة)، وهذا اسم طبي حيث يؤدّي لزيادة نسبة البلغم والتأثير علي الشعبة الهوائية، والمشكلة الأكبر والأهم لو أن اللاعب لديه سابقة مرضية أو انه مصاب بالربو أو الحساسية الصدرية وفي هذه الحالة سيكون الوضع أخطر عليه لذلك المطلوب هو عدم مشاركة اللاعب تحت أي ظروف غير صحية.