عاد الهدوء إلى ميدان العباسية والتحرير في القاهرة بعد ليلة عاصفة رافقت «مليونية الزحف» التي دعت إليها التيارات الإسلامية «الإخوان وأنصار أبو إسماعيل». وانتظمت حركة المرور بعد انتهاء فترة حظر التجوال في السابعة من صباح أمس والذي بدأ تطبيقه في الحادية عشرة مساء وحتى السابعة صباحاً. وأثارت أحداث العباسية أمس الأول مخاوف من انزلاق الثورة المصرية السلمية إلى «دوامة العنف» بعد ظهور قيادات التيار الجهادي بصورة مكثفة في أحداث العباسية رافعين «رايات» القاعدة السوداء والهتافات التي رددوها في أماكن الاعتصام، مؤكدين وجود القاعدة. وبرز وجود المهندس محمد الظواهري شقيق زعيم القاعدة أيمن الظواهري، وكان يرافقه معظم قيادات جماعة الجهاد الإسلامي المسؤولة عن العنف الذي شهد مصر في تسعينيات القرن الماضي. كما تصاعد الجدل في الأوساط السياسية من تداعيات أحداث العباسية على الانتخابات الرئاسية واحتمالات تأجيلها أو فرض الأحكام العرفية من جانب المجلس العسكري، مما فرض حالة من «الضبابية» على المشهد السياسي يتقاطع مع انفلات أمنى وسياسي. وقررت النيابة العسكرية حبس 319 شخصاً من بينهم 18 فتاة أعمارهم ما بين 15 و23 عاماً على ذمة التحقيقات، بينهن عدد كبير كنّ متطوعات بالمستشفيات الميدانية، وتمت إحالتهن إلى سجن القناطر. ويواجه المتهمون خمس اتهامات منها التجمهر والاعتداء على الضباط والجنود المكلفين بتأمين المنشآت العسكرية في العباسية، ومحاولة اقتحام منشآت عسكرية ومحاولة منع القوات المسلحة من أداء دورها،وتعطيل المرور. وحسب معلومات قضائية ل»المدينة» يتوقع إحالة أوراق المتهمين من النيابة العسكرية إلى النيابة العامة، خاصة وأن هناك ما يقرب من 42 متهماً تجري النيابة العامة تحقيقات معهم، متوقعاً بإحالة الفتيات من النيابة العسكرية إلى النيابة العامة، مشيراً إلى أن هناك دفعا بعدم اختصاص النيابة العسكرية بالتحقيق مع المتهمين وإحالتهم إلى المحكمة المدنية المختصة، موضحاً أن بعض المتهمين ظهرت عليهم إصابات شديدة لكسور وجروح بعد القبض عليهم، وأنهم سيوجهون اتهامات لأفراد الشرطة العسكرية وقائدها بإحداث تلك الإصابات بهم، وقامت النيابة العسكرية بإرسال المتهمين المصابين إلى المستشفيات العسكرية لعلاجهم. ونظم أهالي المعتقلين بأحداث العباسية وقفة احتجاجية أمام السرية 28 بمدينة نصر للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم، مطالبين بضرورة محاكمة ذويهم أمام محاكم مدنية، مؤكدين أن القضاء العسكري يستخدم الآن كبديل لقضاء أمن الدولة. من جانب آخر، تنظم بعض الأحزاب والقوى السياسية مسيرة تنطلق من دار القضاء العالي اليوم إلى مقر البرلمان، احتجاجاً على الاستخدام المفرط بالقوة في فض اعتصامات العباسية.