الصدق حبيب الله، وصل الطعن الرقبة. أمة دمها رخيص، ودماء الناس غالية، يتيمها في المحافل يبكي، وشيخها على القديم ينوح. تربية اللحى، وركعتا الضحى ثابتتان شرعاً لكن نقض الميثاق، وخلط الأوراق، من أركان النفاق. إذا لم تتهجد، فاحضر الجماعة في المسجد، الذي يكشف صادقنا من كاذبنا: صلاة العشاء والفجر.  أتى ابن المبارك ليشرب من زمزم، فتذكر حديثاً من مروياته نصبه: (ماء زمزم لما شرب له) . فقال: اللهم إني أشربه لظمأ ذاك اليوم.. فدمعت العيون! ابن المبارك يعرف أن زمزم الوحي يشرب منه ليتشافى به من العلل، لكن من يقنع من! يطلب العلاج في بروكسل بقناعة ابن المبارك: من زمزم قد سقينا الناس قاطبة وجيلنا اليوم من أعدائنا شربا يسمع ابن المبارك صياح المجاهدين وهو يتقلب في الساجدين ففك لجام البغلة وهتف: بغض الحياة وخوف الله أخرجني وبيع نفسي بما ليست له ثمنا إني وزنت الذي يبقى ليعدله ما ليس يبقى فلا والله ما أتزنا ذهب إلى الشمال، يقطع رؤوس الضلال، فلامه الفضيل على ترك الحرم، ولسان الحال يقول: ترك الجهاد حرام، فكتب ابن المبارك إلياذة: يا عابد الحرمين لو أبصرتنا فتمنى المصلون عند الركن اليماني قتال الكفار بالسيف اليماني. (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ).  شرب الخمر شارب، والرسول (صلى الله عليه وسلم)، حي فأدبه، وقال للعذال: (ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله). إذا الحبيب أتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع  الحديد يتمدد بالحرارة، وينكمش بالبرودة، والخشب يتمدد بالبرودة وينكمش بالحرارة، وبعض الناس لا يتمدد ولا ينكمش (َلهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا). لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي  أحد الرؤساء، سجن العلماء، ثم خطب في الدهماء وقال: أنا إمام عادل كعمر بن الخطاب، فقال له أحد العلماء: نعم، عمر إمام عادل، وأنت عادل إمام! تقايس بين طلحة وابن ساوي رعاك الله ما هذا التساوي ؟ فطلحة مشرق الطلعات بدر وذاك الجور في الحانات عاوي  كلما انخفضت الأسهم ، ارتفع ضغط الدم، لأن الشيك مكتوب عليه (وإذا شيك فلا انتقش .!). كل شيك من ربا معه شوكة من لظى (اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا).  علمناك الفاتحة تصلي بها التراويح في الليالي، فتركتها وذهبت تغني: البارحة ما نمت مما جرى لي . الكلاب تحب الجيف، والأسود تأكل مما تقتل، ومن رضي بأفكار البشر، عن وحي رب البشر، فبشره بسقر (لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ).  روى البخاري في (الرقاق): أن علياً قال: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن الدنيا عمل ولا حساب، والآخرة حساب ولا عمل. وفي ترجمة يقول: يا دنيا، غري غيري، زادك حقير، وعمرك قصير، وسفرك طويل، آه من قلة الزاد، وبعد السفر ولقاء الموت، يا دنيا، طلقتك ثلاثاً لا رجعة بعدها، وعلي لا يرى نكاح المحلل؛ لأنه راوي حديث (لعن الله المحلل والمحلل له).  لما شمر عمر ثوبه في اليقظة، جره في المنام، والقميص في النوم، هو: الدين واليقين، وأبو حفص أحد الأساطين.