عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» من أحب أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أَثَره فليصل رحمه»متفق عليه. ففي هذا الحديث وصية نبوية بوجوب صلة الأرحام بين الأنام، ولا شك أن المجتمع الذي يحرص أفراده على التواصل والتراحم ينشأ عنه أسرٌ متماسكةٌ، وبناءٌ اجتماعيٌ متين، والمراد بالصلة: الإحسان إلى الأقارب في القول والفعل، بزيارتهم، وتفقد أحوالهم، والسؤال عنهم، والسعي في مصالحهم .ففي الحديث أن صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر، بل هي من الإيمان، وسبب لصلة الله تعالى وإكرامه، ودخول الجنة، وفي مقابل ذلك فإن الإساءة إلى الأرحام، من صفات الخاسرين الذين قطعوا ما أمر الله به أن يوصل؛ بل هو من الكبائر، وممن تُعجل لهم العقوبة في الدنيا، ففي الحديث»ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم»، وقد رأينا مصداق هذا في دنيا الواقع، فقاطع الرحم غالبًا ما يكون تعبًا قلقًا على الحياة، لا يُبارك له في رزقه، منبوذاً بين الناس لا يستقر له وضع ولا يهدأ له بال، فمن كان هذا حاله ، فلا تسل بعد ذلك عن مدى تقصيره في السؤال والاتصالات، فضلاً عن الصلات والزيارات. وما أقبح صنيع كثير من الناس عندما يكتفي من صلة الأرحام ببعث رسالة من جواله، أو دعوات على بريده، وقد يمر عليه عام كامل دونما زيارة أو رؤية لهم مع أنه يسكن وإياهم مدينةً واحدة، ويظن أنه بذلك قد وصلهم وقام بحقهم!!