لم يفلح الاتفاق المبرم بين إدارتي نادي جدة الأدبي وجمعية الثقافة والفنون بجدة والخاص بتنظيم أيام النشاط بينهما على منبر النادي في منع الازدواجية في مواعيد هذه الفعاليات، بل تجاوزت الازدواجية إلى نوعية النشاط نفسه، حيث باتت «الجمعية» تقوم بما درج النادي على تقديمه مثل الأمسيات الشعرية، وفي المقابل قفز النادي إلى نشاط الجمعية بتقديم العروض المسرحية..فحسب ما هو متفق عليه فقد خصصت أيام محددة لنشاط جمعية الثقافة والفنون، وأيام أخرى للنادي، وفيما يخص نوعية النشاط فاجأت الجمعية أدبي جدة بنشاط تجاوز من مهام النادي الأدبي، حيث أقامت الجمعية أمسية شعرية للشاعر عبدالرحمن الشهري في غير اليوم المحدد لنشاط الجمعية وقع فيها ديوانه «لسبب لا يعرفه»، وكان قبلها قد استضافت الشاعر عبدالله الصيخان. في مقابل ذلك قدم أدبي جدة يومي الأربعاء والخميس الماضيين، وبتنظيم من وزارة الثقافة والإعلام، العرض المسرحي «كوفي شوب» على خشبة مسرح قاعة الشربتلي.. بعض المتابعين لما يدور من ازدواجية بين الجمعية والنادي اعتبره مقصودًا بما يكشف عن «حرب باردة» بين الإدارتين، فيما قلل البعض الآخر من ذلك، معتبرين أن ما يحدث يتم في إطار التقدير والموافقة بما يخدم الساحة الثقافية والأدبية والفنية..وبعيدًا عن مظاهر هذه الازدواجية ودوافعها، فقد جاء العرض المسرحي الذي قدمه أدبي جدة «كوفي شوب» حاملاً في أحداثه الدرامية أزمة عمل الشباب السعودي في القطاع الخاص وما يتعرضون له من مضايقات، تتجسد في مجريات المسرحية المتمحورة حول «كوفي شوب» يشرف عليه لبناني ويملكه سعودي ويعمل به أربعة شبان سعوديين براتب لا يتجاوز الثلاثة آلاف ريال، ومع ذلك يتعرضون للتقريع والاتهام بالتقصير في العمل من قبل مشرفهم اللبناني وتهديده إياهم بالفصل لعدم التزامهم بلبس الزي الذي خصصه لهم واستعاضتهم عنه بالزي السعودي، ليجدوا الإعجاب والإشادة من مالك المقهى السعودي بخاصة وأن المقهى حقق أرباحًا جيدة على أيدهم، لكن فرحتهم لم تدم طويلاً، إذ ذهب مالك المقهى والمشرف عليه ليبحثا عن مشاريع أخرى بعد أن طالب الشبان الأربعة بأن يعطوا الفرصة في إدارة المقهى. المسرحية من تأليف المهندس أحمد وليد، وإخراج خالد الباز، وتمثيل: بدر ونايف فايز، ومجاهد العمري، وعبدالعزيز الأحمد، ومحمد نهار، وفهد الحربي.