فيما لم يشهد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب أمس خلافات حول الموضوعات المطروحة على جدول أعماله، بدا ثمة توافق على دعم الثورة السورية، وإدانة العدوان على منطقة هيجليج السودانية، وتجديد التأكيد على سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث «طنب الكبرى والصغرى وأوبو موسى» التي تحتلها إيران. وقال مصدر عربي إنه لا توجد أي نية للاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري لان الاعتراف هو قرار سيادي تحدده كل دولة عربية وفقا لرؤيتها السياسية. وأضاف المصدر أن توافقًا واضحًا على مطالبة النظام السوري بالاستجابة لقرار مجلس الأمن والمسارعة في نشر بعثة المراقبين والالتزام التام بقرار وقف اطلاق النار وادانة أعمال القتل كافة التي تقع في المدن والقرى السورية، أما بالنسبة للسودان فالموقف العربي متمثل على إدانة الاعتداء على منطقة هيجليج ويدعو كلا من جنوب السودان وجمهورية السودان إلى الاحتكام إلى الحوار والتفاوض ووقف القتال لحقن الدماء مع ضرورة تبني سياسة حسن الجوار، نظرًا للمصالح المشتركة والروابط التاريخية التي تربط البلدين. وحول البند الثالث المتعلق بالجزر الإماراتية الثلاث، تم التأكيد على سيادة الإمارات على جزرها الثلاث، مع دعوة الجانب الإيراني للابتعاد عن أي اجراءات استفزازية وحل قضية الجزر عبر الحوار والتفاوض واحترام السيادة. وطالب الوزراء الحكومة السورية بالوقف الفوري لكل أعمال العنف والقتل، وحماية المدنيين السوريين، وضمان حرية التظاهر السلمي لتحقيق مطالب الشعب السوري في الإصلاح والتغيير المنشود والالتزام بالتنفيذ الكامل لكل قرارات مجلس الجامعة العربية ذات الصلة بالأزمة السورية. ودعا القرار مجلس الأمن الدولي إلى تسريع عملية نشر المراقبين في الأراضي السورية تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولى رقم 2043، وطالب الحكومة السورية بتسهيل عملية الانتشار لفريق المراقبين والسماح لهم بالتنقل والوصول إلى مختلف الأماكن وفي كل أنحاء الجمهورية العربية السورية وفي الوقت الذي يحدده فريق المراقبين، وعدم فرض أي شروط أو مبررات من قبل الحكومة السورية لإعاقة عمل المراقبين، وضمان عدم معاقبة أو الضغط على أي شخص أو مجموعة بأي شكل من الأشكال وأفراد أسرهم بسبب اتصاله أو اتصالهم مع أعضاء فريق المراقبين أو تقديم شهادات أو معلومات لهم. وأدان وزراء الخارجية العرب العدوان العسكري لدولة جنوب السودان على منطقة هيجليج التابعة لجمهورية السودان والتأكيد على حق السودان في الدفاع عن سيادته وسلامته ووحدة أراضيه. ودعا القرار دولة جنوب السودان إلى الالتزام باحترام الحدود القائمة بينها وبين السودان على أساس حدود الأول من يناير 1956، ورفض أي دعاوى بأن منطقة هيجليج منطقة خلافية أو متنازع عليها. وقرر الاجتماع التأكيد المطلق على سيادة دولة الإمارات على جزرها، طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى، وتأييد كل الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة جزرها المحتلة، واستنكر القرار الذي صدر عن الاجتماع استمرار الحكومة الإيرانية في تكريس احتلالها للجزر الثلاث وانتهاك سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة بما يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة ويؤدى إلى تهديد الأمن والسلم الدوليين. من جهة أخرى نظم عشرات السوريين وقفة احتجاجية أمس أمام مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية دعما للشعب السورى مرددين الهتافات الداعمة للثورة السورية والمطالبة بموقف عربى أكثر ايجابية لتحقيق طموحات شعب سوريا . وندد المشاركون فى الوقفة التى سبقت انطلاق الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية أمس - بأعمال «العنف والقتل التى يتعرض لها الشعب السورى على أيدى قوات الأمن والجيش» . ورفع المشاركون اللافتات المنددة بالنظام السورى والمطالبة بدعم عربى فاعل وسريع لوقف القتل والقمع ورحيل النظام . يشار الى أن الوضع فى سوريا يمثل أحد البنود الرئيسية على جدول أعمال الاجتماع.