تقام اليوم في قاعة فندق الهيلتون بجدة، فعاليات اليوم الثاني والأخير للندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات في دورتها الثالثة بعنوان «الفكر العربي الإسلامي في أوروبا:الواقع والدور»، برعاية جامعة الملك عبدالعزيز والملحق الثقافي في باريس د.عبدالله الخطيب. وانطلقت فعاليات الندوة أمس صباحا، بعدد من المحاضرات تلتها بعد صلاة الظهر كلمة وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وكلمة مدير جامعة الملك عبدالعزيز د.أسامة طيب، وكلمة نائب رئيس جامعة السوربون وعميد كلية الاقتصاد والإدارة د.بيار شارل برادييه، ثم كلمة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي. وقال د.التركي أن الحوار بين الثقافات وأتباع الديانات المختلفة هو الأسلوب الصحيح والأمثل لحل الكثير من المشكلات ومواجهة الكثير من التحديات في العالم اليوم، وأوضح أهمية الدور الذي تقوم فيه فروع ومراكز رابطة العالم الإسلامي حول العالم في تحقيق هذا الهدف الهام. وأضاف أن المسلمون اليوم يتطلعون إلى أن تكون قيم الحقوق والحريات والانفتاح علي العالم التي تتميز بها المجتمعات الأوروبية أن تكون قادرة علي توفير الظروف المناسبة للوجود الإسلامي فيها ليصبح قوة لدعم التنمية ورافدا للتنوع الثقافي فيها. وأشار د.التركي إلى أن القضية الفلسطينية لها آثار سلبية علي العلاقة بين الغرب والمسلمين عموما الأمة العربية خصوصا، وأوضح أن العرب لا يريدون إلا العدل والحق في هذا ملف القضية الفلسطينية، وحل مشكلة 6 ملايين لاجيء فلسطيني يعيشون في أوضاع سيئة، وأضاف بأنه ليس هناك دين أو عقل أو منطق يجيز ذلك. من جانبه قال د.العنقري إن حوار الحضارات يجب أن يفهم منه أنه التعايش مع الآخر أيا كان لونه وعرقه ودينه، وأن الحوار أفضل السبل لخدمة البشرية في ظل نظام عالمي أصبحت معه دول العالم أشبه بقرية كونية واحدة، مما يستوجب تضافر الجهود لتشجيع الاتجاه إلى عصر يسوده التفاهم والتسامح وينبذ التعصب والكراهية. وأضاف بأهمية الحوار لترسيخ الاعتراف المتبادل بخصوصية كل ثقافة واحترامها فلكل حضارة ذاتيتها المتميزة، وأهميتها المستقلة، والحوار أصبح لغة العصر ومطلوب علي كافة المستويات ويستند علي الإصغاء للرأي والرأي الآخر. وأشار مدير جامعة الملك عبدالعزيز د.أسامة طيب إلى أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لحوار الحضارات، كان من نتيجتها فتح باب الجامعات السعودية للتعاون الوثيق مع الجامعات العالمية والفرنسية علي وجه الخصوص من خلال ندوة الحوار السعودي الفرنسي لحوار الحضارات، وأن هذا التعاون أثمر تم توقيع اتفاقيتين مع الجانب الفرنسي لإنشاء كرسيين جامعيين أحدهما كرسي الاقتصاد الإسلامي في جامعة السوربون. واعتبر نائب رئيس جامعة السوربون وعميد كلية الاقتصاد والإدارة د.بيار شارل برادييه الندوة السعودية الفرنسية لحوار الحضارات أكبر تجسيد لما ومثال طيب لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الحضارات المختلفة، وكشف أن جامعة السوربون 1 تحضر لندوة عن الخط العربي «الجميل» وهي دعوة لاستلهام الماضي. وأوضح د.برادييه دور الحضارة العربية وأثرها علي التقدم الحضاري العالمي وخصوصا في أوروبا، وقال:»الكيمياء والجبر والخوارزميات كلها كلمات من أصل عربي وتدل علي القيمة الحضارية للعرب»، وأضاف:»لقد أعاد الفيلسوف ابن رشد ربطنا بتاريخنا القديم والعظيم، من خلال ترجمته لأعمال الفلاسفة اليونان». ويستمر اليوم برنامج الندوة ويلقي عدد من الأكاديميين محاضرات في المحور الثاني وموضوعه : دور الترجمة في التواصل الفكري، والمحور الثالث: فكر الاقتصاد الإسلامي، ومن المحاضرات التي سيتم إلقائها «ترجمة أعمال الفكر العربي الإسلامي وأثرها على فرنسا منذ منتصف القرن العشرين» - د. دونييه غريل، «دور الترجمة في التواصل الحضاري: الترجمة من اللغة العربية وإليها أنموذجا» - د. إبراهيم بن يوسف البلوي، و»الترجمة بين تجسير الفجوة الثقافية وتوسيعها»- د. أميرة كشغري، و»دور الترجمة في نقل المعرفة وتوطينها» - د. بندر بن ناصر العتيبي، و»الترجمة الأدبية بين المعارف التقنية والعلوم الإنسانية» - د. لوك بربلوسكو، و»الترجمة والفكر العربي الإسلامي في اوروبا»- د. فتحية بنت حسين عقاب، و»أهمية الترجمة و دورها فى التواصل و الحوار بين الحضارات» د. قدرية بنت على عوض، و» أثر الفنون الإسلامية في تشييد فكر الحداثة في الغرب» د. فيرونيك ريفل، و»مساهمة الفقه الإسلامي في بناء قواعد التعاملات المالية» - د. صلاح بن فهد الشلهوب.