تنطلق اليوم برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أعمال اللقاء الثاني للندوة السعودية - الفرنسية لحوار الحضارات في جامعة السوربون - باريس1. وتنظّم وزارة التعليم العالي في المملكة هذا اللقاء مع جامعة السوربون اليوم وغداً، ويشارك فيه عدد كبير من الأكاديميين والباحثين في الجامعات السعودية والفرنسية. وكانت الدورة الأولى للندوة بدأت في جامعة الملك سعود في الرياض العام الماضي. وتتناول الندوة في لقائها الثاني عدداً من محاور النقاش موزعة على يومين، وتشمل خمسة مواضيع اختيرت بالتشاور والدراسة خلال الشهور الماضية. ويتحدّث في الجلسة الافتتاحية كل من وزير التعليم العالي في المملكة خالد بن محمد العنقري، ونظيره الفرنسي فاليري بيكريس، والملحق الثقافي السعودي في باريس عبدالله بن علي الخطيب، ومدير عام التعليم العالي في فرنسا باتريك هيتزل، ورئيس جامعات وأكاديميات باريس باتريك جيرار، ورئيس جامعة السوربون - باريس1 جون كلود كوليارد. ويقف الباحثون في الجلسة الأولى عند مصطلح «صراع الحضارات» بالتساؤل عن ماهية هذه العبارة وهل تشكل حقيقة أزلية أم مجرد وجهة نظر فكرية، وكذا البحث في إشكاليتها وعوائق تطوير الحوار وثقافته، وهل يكمن الحل في الاعتراف بالتعددية والقيم الكونية لضمان التعايش السلمي. ويتحدّث فيها كل من جون ميستيلي، وجاك لوغراند، وسلوى الميمان، ومحمد الشوكاني، وميكائيل براء. أما الجلسة الثانية فخُصصت لموضوع «الاقتصاد الإسلامي» بصفته مساهمة علمية قادمة من هوية إسلامية قدّمت نقلة نوعية في حل الأزمة الاقتصادية العالمية القائمة. وتُستعرض التدابير التي اتخذتها فرنسا من خلال الاقتصاد الإسلامي كنموذج اقتصادي تمت بلورته من ثقافة أخرى. وفي ذلك ما يُؤكد تداخل القيم والمصالح ويُحقق وجهاً للحوار الحضاري. ويشارك في هذه الجلسة فرديريك إيشاي، وعبدالله تركستاني، وأنور حسون، وابراهيم أبو العُلا، وألان كوري. وتتناول الجلسة الثالثة «الثقافة والحضارة في العلاقات الدولية»، بقراءة دور المنظمات الدولية في تشييد علاقات السلام، وأثر المنتج الإنساني كالقانون الدولي في التنوع الثقافي، مع عرض أهمية التربية في بناء مجتمع دولي متضامن. ولأهمية إيضاح مفهومي «الثقافة والهويّة» تأتي الجلسة الرابعة مع النظر إلى الأديان والهويّات المختلفة كمكونٍ أساسي لدى مختلف الشعوب واستيعاب الانتماءات المتنوعة والاختلاف كمؤثرات إيجابية في تطوير الإرث العالمي، والمضي نحو تشييد القيم المشتركة، مع البحث في كون الهويّة محصلة انتماء أم مكسباً محضاً تدعمه الأنظمة التي تحافظ على هذه الخاصية. وآخر جلسات هذه الندوة محور «عالمية حوار الثقافة» وفيها يتناول المحاضرون حضور الآداب والفنون والترجمة والمعمار في تقارب الشعوب وحماية الإرث الثقافي الإنساني والتاريخي بصفته نتاجاً فكرياً وأدبياً ووسيلة للتراكم المعرفي. ويُذكر أنّ وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية تبنّت إنشاء منتدى للحوار في الوسط الأكاديمي، من خلال عقد لقاءات دورية بين الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية في المملكة وفرنسا، لخلق الفضاء المشترك بينها وتنمية سبل الحوار وتعميق التوجه لخدمة السلام والعدل العالمي، وذلك بمشاركة الأساتذة والعلماء السعوديين والفرنسيين، على أن يسعى هذا المنتدى لتحقيق أهداف محددة منها بحث القيم المُحَافِظة على كرامة الإنسان، وإرساء قواعد الحوار، وتحقيق نتائج إجرائية قابلة للتنفيذ.