الشرخ الشرجي هو جرح صغير في منطقة الشرج يسبب ألما، وربما نزيفا دمويا. وقد يحدث في أي عمر، ولكنه غالبا يصيب الشباب. ويشرح الدكتور علاء عبدالجبار، استشاري جراحة القولون والمستقيم بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الأعراض النموذجية للشرخ الشرجي، قائلا أنها تتلخص في ألم شديد أثناء التبرز وخروج دم أحمر صافي يخطط البراز، لدرجة أن بعض المرضى ربما يحاولون عدم التبرز بسبب الألم الذي يعانون منه أثناء ذلك، وأحيانا يحصل إفراز لبعض الصديد مرافق لهذا الشرخ. ويعتبر الامساك من أهم أسباب الشروخ الشرجية، حيث أن اخراج البراز الصلب الجاف يؤدي إلى جرح المنطقة الشرجية، وكذلك الإسهال وإخراج براز متكرر، أو التهاب منطقة الشرج. ومع ذلك غالبا ما تحدث الشروخ بدون أي سبب محدد. وعن أنواع الشرخ الشرجي يقول الدكتور عبدالجبار أنه إما أن يكون شديدا وحادا في البداية، أو مزمنا بحيث يستمر لمدة طويلة أو متكررا لمرات عديدة. ويمكن علاج الشرخ الحاد بدون تدخل جراحي، وحوالي 90% منها تلتئم تلقائيا، ويساعد على ذلك استخدام الملينات والإكثار من الأكل الغني بالألياف، وشرب الكثير من السوائل لتجنب الإمساك وإخراج الفضلات بسهولة ويسر، واستعمال المغطس المائي الدافئ لمدة 10-20 دقيقة عدة مرات في اليوم، حيث يؤدى ذلك إلى تسكين الألم واسترخاء عضلات الشرج، وأحيانا استعمال بعض الكريمات الخاصة التي ينصح بها الطبيب. وإذا لم يستجب الشرخ لكل هذه الأساليب فربما العلاج الجراحي هو المطلوب حتى يتم إصلاح هذه المشكلة. أما الشرخ الشرجي المزمن (الذي يستمر إلى أكثر من شهر) ربما يحتاج إلى علاج إضافي، فبعض المشاكل الصحية الأخرى تؤخذ في الحسبان، كمرض التهابات الأمعاء، لذلك يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات والتحاليل للتأكد من ذلك. وبالنسبة للعلاج الجراحي يقول الدكتور عبدالجبار أنه عبارة عن عملية صغيرة حيث يتم قطع جزء من العضلة الشرجية الداخلية. فهذه العملية تساعد الشرج على الالتئام وذلك بتقليل تشنج العضلة وتخفف الألم أيضا، وكذلك يزيد من إيصال الدم إلى المنطقة المطلوبة. قطع هذه العضلة نادرا ما يؤثر على المقدرة للتحكم على الإخراج، والغالب أنه يتم عملها بدون الحاجة للتنويم داخل المستشفى. وهناك عمليات جراحية أخرى يمكن إجراؤها أيضا كتوسيع الشرج أو إصلاحه، ويتطلب الالتئام الكامل عدة أسابيع مع أن الألم غالبا ما يختفي بعد عدة أيام من تلك العملية.