بعد رحلة طويلة من المحاولات التي لم يكتب لها النجاح، قررت الحكومة الأهلية في محافظة البصرة العراقية إعادة بناء البيت الذي وُلد ونشأ فيه الشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب، بغرض تحويله إلى متحف ومنتدى يحملان اسمه، راصدة لإنجاز هذا المشروع مبلغ 500 مليون دينار عراقي، الأمر الذي قوبل بالترحيب من قبل عائلة السياب.. وكانت محاولات إنقاذ هذا الصرح التاريخي -الذي يعود تاريخ إنشائه للعام 1800م- تصطدم دائمًا بالحروب المستمرة التي شهدها العراق في تاريخه الحديث، ولم تتح الفرصة أمام المهتمين بشأن الثقافة لإنجاز المشروع، حيث تعود فكرة تطوير البيت إلى بداية الثمانينيات، عندما قامت بترميمه هيئة الآثار والتراث العراقية، إلاّ أنه هدم وفقدت أبوابه وشبابيكه من جراء توغل الجيش في المنطقة خلال الحرب العراقية الإيرانية، وفي العام 2002 شرعت وزارة الثقافة بإعادة تأهيل البيت؛ لكن المشروع توقف في العام 2003، قبل أن ينجز، بسبب نشوب الحرب الأخيرة، ثم تعرض إلى النهب والتخريب. فصار ينطبق عليه قول السيّاب نفسه في إحدى قصائده: (خرائب فانزع الأبواب عنها تغدو أطلالاً). ومعلوم أن بيت السياب يقع في قرية جيكور ضمن قضاء أبي الخصيب، نحو 20 كم جنوب مدينة البصرة، وتبلغ مساحة البيت 838 مترًا مربعًا..