تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، افتتح مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس أمس فعاليات «المؤتمر السعودي الخامس للعلوم«، الذي تقيمه كلية العلوم التطبيقية بجامعة أم القرى خلال الفترة من الثالث والعشرين حتى السادس والعشرين من الشهر الحالي، تحت شعار «رؤية جديدة لدور العلوم الأساسية في التنمية»، وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية. وألقى عميد كلية العلوم التطبيقية رئيس اللجنة المنظمة الدكتور أحمد بن علي الخماش كلمة أكد فيها الهدف من المؤتمر إلى استعراض مستجدات البحوث في العلوم الأساسية وتعزيز مفهوم الفرق البحثية والإسهام في وضع الحلول العلمية لما يعترض مسيرة التنمية من مشكلات علاوة على تأسيس إطار عام لشراكات علمية بين الجامعة والجامعات التي ينتمي إليها ضيوف المؤتمر من خارج المملكة. وأكد أن اللجنة العلمية حرصت أن تتحقق أهداف المؤتمر من خلال البرنامج العلمي فاستكتبت ما يزيد على ثلاثين متحدثًا رئيسًا من العلماء المبرزين من أنحاء العالم كافة سيتصدرون الحديث، بمشيئة الله، في الجلسات العلمية التي سيعرض فيها ما يزيد على مائة وأربعين بحثًا علميًا في محاور المؤتمر الأربعة، مشيرا إلى أن البرنامج العلمي اشتمل على ثلاث محاضرات عامة يبدأ بها البرنامج العلمي في أيام المؤتمر الثلاثة الأولى عن الطاقة الذرية والمتجددة والثانية عن الإيحاء العلمي والثالثة عن العلوم والتنمية المجتمعية، لافتا النظر إلى أن اللجنة العلمية للمؤتمر استقبلت ما يقارب أربعة آلاف ملخص بحثي أجيز منها بعد التحكيم ما يقارب 800 بحث ستعرض في الجلسات العلمية المتوازية للمؤتمر وفي معرض الملصقات البحثية. بعد ذلك ألقى الدكتور صلاح الدين قباج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن كلمة المشاركين في المؤتمر أشاد فيها بتميز البرنامج العلمي للمؤتمر من حيث نوعية وتنوع المتحدثين ومن حيث آنية وأهمية المواضيع البحثية ومن حيث نطاق واختيار المحاور العلمية وقال: لقد شهدت المملكة في العقود الثلاثة الأخيرة نقلة نوعية في إنتاجها العلمي من حيث نشر البحوث في المجلات المصنفة عالميا (ISI) كما تأتي المملكة في المرتبة الثانية بعد مصر بفارق 3,500 بحث سنة 2009م وبفارق 2,500 بحث سنة 2010م وبفارق 1000 بحث سنة 2011م، إلى جانب البحوث المنشورة في المجلات المصنفة عالميا يُعدُّ عدد براءات الاختراع من المؤشرات الموضوعية المعتمدة عالميا لقياس أداء وإنتاجية المنظومات البحثية. وفي هذا الصدد، تتصدر المملكة المشهد العربي ب 241 براءة اختراع خلال الخمس سنوات الأخيرة تليها الإمارات ب 30 والكويت ب 8 والمغرب ب 7 وتونس ب 4. إثر ذلك ألقى نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور وليد بن حسين أبو الفرج كلمة المجتمع العلمي أكد فيها أنَّ الأعمالَ الجليلةَ التي نجني ثِماَرها والمشروعات العملاقةَ التي نتفيأُ ظلالهاَ انبثقتْ من رؤيةِ طموحةٍ للمستقبل وقامت على أسس راسخةٍ من دراسةِ الواقع والاستفادةِ من تجاربِ الأمم وذلك هو شأنُ مدينةِ الملكِ عبدِ الله للطاقةِ الذريةِ والمتجددةِ التي جاءت تجسيدًا للرؤيةِ الساميةِ الكريمةِ لخادمِ الحرمين الشريفين - حفظه الله - للمساهمةِ في التنميةِ المستدامةِ بما يؤدي إلى رفعِ مستوى المعيشةِ وتحسين نوعيةِ الحياةِ للمواطن وإحداثِ تحولٍ ينقلُ المملكةَ من دولةٍ تعتمدُ على النفطِ والغاز إلى دولةٍ ذاتِ منظومةٍ فاعلةٍ للطاقة مترابطةِ العناصر متينةِ التركيب عاليةِ الكفاءة تسهمُ فيها الطاقةُ الذريةُ والمتجددةُ بدورٍ تنمويٍ فعالٍ باستخدامِ العلومِ والبحوثِ والصناعاتِ ذاتِ العلاقةِ بها. وقال: إنَّ مدينةَ الملكِ عبدِالله للطاقةِ الذريةِ والمتجددةِ تسعى جادة في تأسيسِ منظومةِ طاقةٍ تقومُ على شراكةٍ مجتمعيةٍ علميةٍ تطبيقيةٍ بينها وبين الجامعاتِ ومؤسساتِ البحثِ والتطوير والابتكارِ والقطاعِ الصناعيِ والخدميِ الخاص يكونُ المواطنُ فيها هو أداة التطوير وهدفُها، وستكونُ هذه المنظومةُ، إن شاء اللهُ، مستدامةً تتفيأُ ظلالهاَ أجيالٌ بعدَ أجيال. ثم ألقى مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة فيها أوضح أن المؤتمرُ يهدفُ إلى استعراضِ مستجدَّاتِ الأبحاثِ في مجالاتِ العلومِ الأساسيَّةِ وتعزيزِ دَوْرِ العلومِ الأساسيةِ في الإسهامِ بتقديمِ حلولٍ علميةٍ عمليةٍ للقطاعين الحكوميِّ والخاصِّ حول مشكلات التنمية وكذلك توثيقِ التَّكامُلِ بين التخصُّصاتِ العِلْميةِ وترسيخِ مفهومِ المجموعاتِ البحثيةِ التي تُعَدُّ اللبنةَ الأساسيَّةَ في هيكليَّةِ البحثِ العلميِّ للجامعاتِ مما يعززُ التعاونَ العلميَّ بين الباحثين ويوجد بيئةً أكاديميةً تُساعدُ على التواصلِ والتفاعلِ الايجابيِّ بين أصحابِ الخبراتِ العلميَّةِ. وفي ختام الحفل كرم مدير الجامعة الجهات الداعمة للمؤتمر. يذكر أن فعاليات المؤتمر ستنطلق اليوم بعقد العديد من الجلسات العلمية.