لم يستطع أب ستيني داخل «جزئية جدة» أن يحبس دموعه أثناء مشاهدته لابنه الذي قام بتهديده بالقتل ومحاولة إحراق المنزل وهو يعيش لحظات الندم على ما اقترفه من جريمة بحقه وحق أسرته حيث قرر الأب أن يتنازل عن حقه الخاص مشترطًا أن يتضمن ذلك 8 شروط تم تدوينها في صك الحكم وهي أن يتعهد بأداء جميع الصلوات جماعة في المسجد وصيام رمضان والقيام بواجباته الدينية المكلف بها دون تقصير وأن يتعهد بعدم الرجوع إلى ما سبق من عقوق وتهديدات وابتزاز وشتم لولديه وإخوانه وعدم التعرض لوالديه وإخوانه نهائيًا وأن يتعهد بعدم مطالبتهم بأي مبالغ مالية لاحق له فيها لا حاضرًا ولا مستقبلاً ويتعهد بعدم التعرض في شؤون والده وممتلكاته الخاصة وأعماله التجاريه والعقارية وموظفيه وأن يتعهد بأن يخلي الشقة التي يسكنها في عمارة والده فور إطلاق سراحه ويستأجر شقة مستقلة على حسابه الخاص بالإضافة إلى أن يتعهد بالبحث عن عمل ليقوم بواجباته والتزاماته تجاه زوجته وأولاده بحيث يراعي الله في حقوقهم وتضمن الشرط الثامن الذي اشترطه الأب على ابنه العاق أنه في حالة عدم التزامه ببنود الشروط المذكورة أو أخل بها أو بأحدها فإنه يحق إبلاغ ناظر القضية بذلك لمجازاته. وعلى إثر ذلك عرض ناظر القضية تلك الشروط على الابن العاق الذي أبدى استعدادًا لتنفيذ شروط والده مبديًا ندمه على ما قام به من عقوق، فيما قرر ناظر القضية بأن يكون الحكم في الحق الخاص هو التزام الابن العاق بالشروط التي طلبها والده وأن ينفذها مع أهمية مرعاته لحسن التعامل مع والديه، أما الحكم في الحق العام الذي صدر على هذا الابن العاق فتضمن سجنه شهرًا تحتسب منه مدة توقيفه مع أخذ التعهد الشديد بلزوم طريق الاستقامة والبعد عن المحرمات. وكان الابن المذكور قد تم القبض عليه من الجهات الأمنية على خلفية بلاغ من والده متضمنًا تهديده بالقتل وإحراق المنزل حيث قبض عليه وبيده جالون بنزين بالإضافة إلى أنه تم التحفظ على سكين وعصا كانت لديه حيث تم البحث عن سوابقه ووجدت عليه سابقة حيازة واستعمال مخدرات.