* يعيش العالم العربي أوقات عصيبة مشحونة بالترقب والانتظار، وهذا يزيد من حالة القلق والاضطراب الذهني الذي قد يخل بتوجه التفكير لديهم، وهذا ما لا نود أن يغلب على قراراتهم شكلية التعصب ونبرة الانفعال، ذلك أن درجة الغليان التي تعيشها الشعوب هناك تحتاج لدعم صادق من الواقعية والشفافية وحسن النية، وأن تدعم الثقة بالوضوح والجادة الفكرية بالإنجاز والمعطيات.. ففي أجندة هؤلاء الثوار لا مكان للتسويف ولا حتى إمكانية تصديق الوعود! * إن معاناة الشعوب الطويلة أفرزت ما يسمى بالتشفي، وهذا لن يشفيه إلا الإصرار على المواجهة، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يُكيد العِدا.. والمنطق يقول: إن ما حصل في الخمس الدول العربية، جهاد حر بعد أن استبد الطغاة في غيهم وظلمهم الذي أنزلوه في حق الأبرياء، نسأل الله أن يباركه وأن يأخذ بدفة التفكير من أولي الألباب لما فيه نصرة الحق، وأن يكون فتحاً اسلامياً ينهي المآسي.. وما سمي هذا الحراك الفكري والثورات العربية بالربيع العربي إلا تفاؤلاً بعصر جديد للإسلام والمسلمين؛ يخرجهم من ظلمات وضائقة الاستبداد إلى نور الإسلام وتطبيق تعاليمه في رحاب نهج الكتاب والسنة.. وفي هذا الخضم وفي تجاذب الناس الأفكار والأقاويل.. من سيُنصف الشعوب المضطهدة، ومن سيمسك بزمام العدل والحلم ويحكّم الحق بدلاً من الباطل الذي لم يجن منه إلا الويلات وعظائم الذنوب.. عقود من الزمن أذهبت الحب والوحدة واستوطن الكره والنفور. * إن دعوتنا للسلام هي دعوة لتفهم الإسلام تفهماً يقينياً وعملاً به خالصاً لوجه الله، إذ لا سلام إلا بالإسلام، فكل أمر جانب الحق والصواب واتخذ نهجاً مغايراً للفطرة السليمة للإنسان فإن ذلك يعجل بانتكاسة مدوية، ويضحي هذا الضغط بالانفجار الذي يقضي على كل شيء، فالإنسان طاقات محدودة إن حمّل فوق طاقته تحول تلقائياً لوحش كاسر، وذلك توافقاً مع فطرته وحفاظاً على كرامته. دعوة السلام تجدي نفعاً إن وجدت من في قلبه إيماناً صادقاً، وفي فكره توجهاً إيجابياً نحو الخير والعمل به؟!