من نافلة القول: إن الشباب العربي هو عصب حياة المجتمعات العربية الحديثة، وهو قوامها، وهو جوهرها الأول الذي تقوم عليه الحياة. وقد كان لهؤلاء الشباب أصوات غاضبة بلغ صداها آفاقًا أبعد ممّا يتصوره الإنسان. إنها حاجة هؤلاء الشباب إلى العمل والحياة في المجتمعات العربية التي أطعمتهم الخطب الجوفاء والقصائد العصماء والتاءات والباءات وكان وأخواتها ولات وليس وعسى، وكل حروف الجر، وحروف العطف. كان الشباب يرددون: الخبز أولاً. الحياة الحرة الكريمة أولاً. لا للعنتريات ولا للمحسوبيات ولا للطبقات المترفة ولا لأصحاب النفوس الضعيفة، ولا لأولئك الذين يتخندقون خلف خطاب تقليدي أصبح ينتمي إلى زمن آخر لا يساير حياتنا الجديدة الطامحة إلى الأمل، والساعية إلى إقدار هذا الإنسان العربي على: إغناء ذاته. ومن المرجح - كما يرى بعض المحللين وبعض علماء الاجتماع العرب - أن ثورات الربيع العربي قد خلقت ثقافات جديدة في: المجتمعات العربية بعامة، والمجتمعات الخليجية بخاصة. وربما كانت وسائل الإعلام الرقمي هي العامل الأول في تأجيج الأحداث (في المنطقة العربية)، حيث وجدناها حاملة لهذه الثقافات المختلفة، وموجهةً للبنية الفكرية الجديدة، التي لم تعهدها المجتمعات العربية من قبل. والواقع أن وسائل الإعلام الرقمي قد أضافت ألوانًا مغايرة من المعرفة الجادة التي وصل مداها إلى كل عربي في أرجاء الوطن العربي الكبير، وخاصة: في قضايا حقوق الإنسان، وفي قضايا المواطنة، وفي قضايا التنمية الاقتصادية، وفي قضايا التطوير الاجتماعي، وفي قضايا الحياة اليومية وخاصة حق المواطن العربي: في رغيف الخبز، وفي الماء النقي، وفي البيئة الصحية، وفي الإعلام الجديد الذي يواكب أحلام هذا الإنسان الذي طحنته هزائم متعددة من بدايات هذا القرن، وحتى اللحظة الحالية. لقد جاء الإعلام الجديد ليؤكد على خطاب الشباب. على خطاب الخبز. على خطاب الحياة. على خطاب الكلمة الصادقة والوعد الأمين. على خطاب نحن هنا نقف في الصف الأول. صف المواجهة مع الذات ومع أولئك الذين سلبونا كل حقوقنا في الحياة على مدار قرن من الزمان. تغير العالم.. تغير الإعلام.. تغيرت الكلمة.. تغيرت التقنيات.. الإعلام الجديد سيد الموقف.. تويتر سيد المجتمعات وسيد الشباب وساحة الحرية التي لا حدود لها أبدًا: اليوم أو غدًا.