في هذا الزمن لم يعد مصطلح الإجرام يقتصر فقط على القتل و الاغتصاب و النهب والحركات الإرهابية باختلاف أهدافها ومقاصدها .. بل أصبح هناك إجرام جديد وفريد من نوعه .. حديثي هنا عن الإعلام .. نعم الإعلام .. ولسان الواقع يتحدث عن دوره في تضخيم وتهويل وزيادة نسبة الجرائم .. فما تفعله بعض الوسائل الإعلامية الاقليمية او العالمية مرئية كانت أم سمعية أو حتى ورقية من تهييج لقلوب الناس وتحريك لمشاعرهم وزرع الأحقاد في داخلهم بأخبار و أكاذيب بعيدة كل البعد عن الصحة هو الإجرام بعينه .. فأصبح يوم سعدها أن تذيع خبر قتل هنا وتعذيب هناك وغيرها من الأخبار الموجعة .. ومتناسية الصور الايجابية والمفرحة .. المصيبة والطامة الكبرى أن الناس بسبب كثرة هذا الطرح الموجع أصبحت عقولهم وقلوبهم تميل لتصديق الأخبار السيئة والسلبية أكثر من غيرها .. فأصبح وقع الأخبار الطيبة والمفرحة على مسامعهم صعبا ولا يصل أو بالأصح لم يعد يصدق .. فلماذا كل هذا ؟؟ ولماذا هذا الانتقام ؟؟ ولماذا هذا الإجرام ؟؟ ليست المشكلة في نقل الأحداث الموجعة وما يحدث لإخواننا في اصقاع الأرض .. أبداً لا وبالعكس تماماً فقد قال سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فمن الواجب السؤال عن احوال هذه الشعوب ومعرفة ما يحدث لهم ومساعدتهم بكل ما نستطيع .. ولكن لم الكذب ولم التدليس ولم تلك الزيادات وما المشكلة إن نُقلت الصورة كما هي .. ألم يحثنا نبينا على الصدق وعن سؤال الصادق عن صدقه .. أم أصبح زيادة عدد المشاهدين هو الهدف الأسمى لديهم .. أو أن هنالك أمورا تحدث في الخفاء !! و أهدافا أبعد و أخبث من أن يتوقعها المشاهد .. هذا سؤالي في ختامي .. إلى متى ؟؟