توقع 68% من الموظّفين بالمملكة زيادة في رواتبهم خلال العام المقبل، فيما أشار 86% من الأفراد إلى ارتفاع تكاليف المعيشة خلال العام الماضي، حسب دراسة ميدانية أجراها بيت. كوم، وهو أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، حديثًا بالتعاون مع YouGov حول سلم الرواتب في المملكة ومدى رضا الموظفين عنها. وأوضحت الدراسة أنه على الرغم من عدم رضا 45% من الموظّفين عن الزيادة الأخيرة على رواتبهم، إلا أن أكثر من النصف يعتقد أن الرواتب في السعودية في زيادة مستمرّة، فيما كشف ستة من أصل عشرة من المشاركين في الدراسة أن رواتبهم الحالية أقل من تلك المقدّمة في شركات أخرى في نفس المجال. وقال أكثر من الثلث انهم لم يحصلوا على أي زيادات خلال السنة الفائتة، أما الأشخاص الذين حصلوا عليها فليسوا راضين عنها؛ وفي المجمل، صرّح 45% من المشاركين في هذه الدراسة أنهم «غير سعيدين» أو «غير سعيدين بتاتا» بهذه الزيادات على رواتبهم. وتوقّع غالبية المشاركين (68%) أنهم سيحصلون على زيادات خلال العام المقبل، وهناك 22% منهم يتطلّعون إلى الحصول على 15% أو أكثر كإضافة على رواتبهم. وعن وضع الرواتب في المنطقة أشارت الدراسة الى أن ستة من أصل عشرة من المشاركين في الدراسة (63%) يعتقدون بأن الرواتب في ارتفاع مستمر في المملكة، إما «بشكل هامشي» (36%) أو «بشكل متوسّط» (27%). ويعود السبب الأكبر في ذلك إلى التضخم وغلاء المعيشة (59%)، يليه نمو الفرص والنمو الاقتصادي في بلد الإقامة (36%). إضافةً إلى ذلك، يحمّل المشاركون المسؤولية للقوانين الداعمة لأصحاب العمل (33%) وللوضع الاقتصادي المتردي (22%) باعتبارها الأسباب الرئيسية لعدم زيادة الرواتب؛ وهناك 22% غير متأكدين من السبب الرئيسي. وأثناء مقارنة أنفسهم مع أقرانهم من الجيل نفسه في المملكة، يعتقد 37% من المشاركين بأن مستوى حياتهم متوسّط، في حين يؤمن 33% بأن مستواهم أفضل نوعًا ما. ويرى 16% من المهنيين أن هناك فائضا في صفوف المواهب في السعودية. ومن أجل تحسين الأوضاع، يعمد 57% على إيجاد وظيفة أفضل في المجال ذاته، في الوقت الذي يعمل 28% آخرون على البحث عن عمل أفضل في أحد دول الشرق الأوسط. وعن الولاء لصاحب العمل يعتبر 28% من المشاركين في المملكة أن الولاء لأصحاب العمل يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالراتب ومع ذلك، تركّز مجموعة كبيرة (40%) ولائها على مدير هاو اضافة إلى أن فرص التقدم الوظيفي على المدى الطويل والإدارة العليا والزملاء والبيئة الوظيفية والمسؤوليات اليومية وفرص التدريب والتطوير، جميعها عوامل تؤثر إلى حدّ كبير. وبالنسبة لتكاليف المعيشة والادّخار أشارت الدراسة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة في المملكة خلال السنة الماضية (بين ديسمبر 2010 وديسمبر 2011)، وذلك وفقًا لنسبة 86% من المشاركين في الدراسة؛ حيث يعتقد 45% منهم أنها ارتفعت بمعدّل 15% أو أكثر. أما في ما يخص الإيجارات، فكانت الأكثر ارتفاعًا، وذلك بحسب أربعة من أصل عشرة مشاركين؛ وتليها أسعار المواد الغذائية والمشروبات (37%)، وتعتقد الغالبية (81%) بأن تكاليف المعيشة سوف تستمر بالارتفاع خلال السنة المقبلة، وصرّح المشاركون أنهم حصلوا على زيادات 7,87% في السنة المنصرمة؛ في نفس الوقت الذي أعلنوا فيه أن تكاليف معيشتهم قد ارتفعت بمعدّل 20%. أما في ما يخص الادخار، فقال أربعة من أصل ستة (44%) من المشاركين في الدراسة أنهم قادرين على ادخار أكثر من 15% من راتبهم الشهري، في حين أن هناك 23% لا يدّخرون أبدًا. وهناك أربعة من أصل عشرة مشاركين (37%) قاموا بالتحويل بنسبة تفوق 15% من رواتبهم إلى وطنهم و36% ليسوا قادرين على إرسال أي أموال إلى بلدهم. وقال سهيل مصري، نائب رئيس المبيعات في بيت.كوم: «تشير نتائج الدراسة إلى أن الشركات لا تزال تعاني من آثار الركود الاقتصادي، فهي لا تلبي توقّعات موظّفيها المالية أو تصوّراتهم فيما يخص غلاء المعيشة في المنطقة كليا، مبينا أن الموقع يقدّم من خلال دراساته المعمّقة، معلومات قيّمة حول أسواق العمل في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية، وذلك بهدف إعطاء أصحاب العمل والباحثين عن عمل نظرة واقعية في المشاكل التي يواجهها أقرانهم محليًا أو في أي بلد آخر من المنطقة». ومن جهته قال سنديب شهال، الرئيس التنفيذي لشركة Yougov: «يعتقد المشاركون في الدراسة بأن وجود زيادة، ولو صغيرة، في الرواتب يعتبر علامة إيجابية للمستقبل. ومع ذلك، فهم يرَون في الحقيقة أن وجود فائض في المواهب يشير إلى ارتفاع مستويات البطالة حاليًا، وأن هناك منافسة قويّة على الساحة الوظيفيّة». يشار إلى انه تم جمع بيانات دراسة الرواتب - مارس 2012 التي أجراها موقع بيت.كوم خلال الفترة ما بين 1 و13 مارس 2012، مع 16,067 مشترك من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت وعُمان وقطر والبحرين، ولبنان وسوريا والأردن ومصر والمغرب والجزائر وتونس وباكستان.