في العدد 117824، بتاريخ 18- 3- 1433ه في ص12 من (ملحق الرسالة) طرح معالي الاخ د. الفاضل عبدالكريم الخضير وبيّن هناك أن هناك جملة من المتعجلين في دعوى العلم ينتسبون إلى المحدثين والسلفيين ويميلون إلى التعالي.. الخ... ولا جرم فحالة مثل هذه الحالة، وطريقة مثل هذه الطريقة ليست إلا ذات نواش من بعيد تضر نفسها وتضر غيرها، ولعلها "هذه الفئة" قليلة من شباب طيب خيّر متحمس تدرك وايم الحق أن هذا السبيل ليس بقويم ولا يكون ذلك أن هناك صفات تقسم بها وجدتها من خلال ما يعرض عليّ أو ما أسمعه من مشارب شتى وهذه الصفات من يتسم لاشك أن قد يريد الحق لكنه ينحرف عنه قاب قوسين أو أدنى إلى الجهل فمن هذه الصفات: 1- الاندفاع العاطفي. 2- العجلة في إصدار الرأي 3- الجهل مراد النص 4- النقل المجرد 5- الخلط بين الآثار الصحيحة والضعيفة. 6- التقيد برأي أو نظر أو اجتهاد أحادي. 7- العجلة في فهم قواعد كبار الأئمة السابقين كعلي بن المديني ويحيى بن معين ويحيى بن سعيد القطان وشعبة بن الحجاج وأيوب السختياني وابن وارة والذهلي وأحمد بن محمد بن حنبل وإسحاق راهوية ثم الترمذي وتقعيدات أبي داود والنسائي ثم الدارقطني والمستحلي والكشمهيني فإن هؤلاء لهم في العلم وقواعد بذله ونشره والتحمل والإجازة والرواية والدراية آراء عالية لا جرم جياد جّد جياد، ولو أنّ جيل الشباب المتحمس اليوم قرأ وتدبر وأعاد القراءة والتدبر شيئًا فشيئًا لاشك أن كثيرًا من المتعجلين سوف ينحو باللائمة على نفسه ولا كلام ففي (المحدث الفاصل بين الراوي والسامع) للإمام الرامهرمزي وفي كتابه (الإلمام..) للقاضي عياض وفي كتاب (تقدمة الجرح والتعديل) لإبن ابي حاتم، وفي كتاب (الفروق) للقرافي وكذا كتاب العلم من صحيح البخاري قالوا نظروه وتدبروه ووعوه وتيقنوه لعادوا على الاعتاب لا يلوون على شيء، لاسيما وهم مع العجلة والاندفاع يريدون الخير والسعي إليه لكنهم يركبون طريق الاجتهاد (الاجتهاد الفاقد لآلياته حسًا ومعنى. وصنيعهم هذا قد يعطل (الاجتهاد الجيد الإضافي) والإبداع في المستجدات ومقدمة صحيح (مسلم) وكذا (هدي الساري) لابن حجر فيهما ما الله جل وعلا به عليم من: ضخامة العقل.. وسداد الرأي.. والتعويل على: التقوى.. والخوف من الله سبحانه وتعالى وترك أعراض الخلق (وهي من الذنوب المتعدية) حتى لقد قيل ليحيى بن معين: (لعلنا نتكلم في أناس حطوا رحالهم في الجنة فبكى). والمقصود أن العلم: أخلاق/ وتقوى/ وحذر/ وتأنٍ وسكينة/ وترك طلب الظهور/ وشدة خوف جليل من الوقوع في الأعراض والذمم، وعامة عذاب القبر إنما هو من: (الغيبة....). على أن معرفة (العالي.. والنازل.. واللغة ودلالتها على المراد.. والناسخ والمنسوخ.. والعام والخاص.. والمطلق والمقيد.. والصحيح والضعيف من الآثار) ذلك كله له باعٌ سديدٌ في: آلية العلم وبنجابة صاحبه. وإنما ذلك مني لنصح: طالب العلم.. والدعاة.. وخطباء الجوامع.. والباحثين.. والمحققين.. لعله يفيد لمن ألقى السمع وهو شهيد.