عُثر في مدينة حمص السورية أمس، على جثث ما لا يقل عن 47 امرأة وطفلا، واتهم ناشطون قوات نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب ما وصفوه ب»المجزرة»، في المقابل، نفى الاعلام الرسمي السوري عنه هذه التهمة، زاعما بأن «مجموعات ارهابية مسلحة» ارتكبت الجريمة. من جانبه، جدد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبدالله يان أمس، دعم بلاده الكامل لنظام الأسد، ردا على تصريحات وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بأن إيرانوروسيا قلّصتا دعمهما للنظام السوري مقارنة بالعام الماضي. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان «مجزرة ارتكبت على أيدي الشبيحة» راح ضحيتها نساء واطفال في حي كرم الزيتون. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» من حمص: «عثر على جثث ما لا يقل عن 26 طفلا و21 امرأة في حيي كرم الزيتون والعدوية، بعضهم ذبحوا وآخرون طعنهم الشبيحة». وبث ناشطون أشرطة فيديو وصورا مروّعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس اطفال مدممة ومشوّهة، وجثث متفحّمة. وذكر العبدالله أن «عناصر من الجيش السوري الحرّ تمكنوا من نقل الجثث الى حي باب السباع (في حمص) الاكثر أمانًا»، ما مكن الناشطين من تصوير الجثث. وقال: «تعرض بعض الضحايا للذبح بالسكاكين واخرون للطعن. وغيرهم، خصوصا الاطفال، ضربوا على الرأس بأدوات حادة. وتعرضت فتاة للتشويه بينما تم اغتصاب بعض النساء قبل قتلهن». وأكد عنصر في الجيش السوري الحر فرّ ليلا من مدينة حمص الى لبنان، حصول «المجزرة». وقال ابو محمد (38 عاما): «حصلت عمليات اغتصاب لعدد كبير من الفتيات لا تتجاوز اعمارهن 17 عاما. تم اقتيادهن الى الملاجئ حيث تم اغتصابهن، ثم ذبحهن بالسكاكين». وأشار الى ان عددا من الاشخاص الذين هربوا من حيي العدوية وكرم الزيتون رووا ما حصل، وقالوا : «إن معظم الذين نفذوا المجزرة هم من الشبيحة بينما الجيش يحميهم». وقال ابو محمد انه كان يقاتل الى جانب الجيش الحرّ في حي بعلبة في حمص «وقررت المغادرة بعد احتدام حدة المواجهات وصعوبة البقاء»، مشيرا الى انها المرة الاولى التي يدخل فيها لبنان. واضاف انه ترك عائلته المؤلفة من زوجة وخمسة اولاد كبيرهم في السابعة واصغرهم فتاة عمرها سنة «عند اقارب في منطقة آمنة في حمص يسيطر عليها الجيش السوري، لكنني لم أنم طيلة الليل خوفا على مصيرهم بعد مجزرة كرم الزيتون والعدوية». واشار الى انه سيعمل على استقدام عائلته الى لبنان. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مئات العائلات نزحت من بعض احياء حمص بعد المعلومات عن «المجزرة». وقال مدير المرصد: «هربت مئات العائلات من مدينة حمص ليل الاحد الاثنين، خوفا من مجازر جديدة على ايدي قوات النظام». واشار الى ان النزوح حصل من احياء كرم الزيتون خصوصا وباب الدريب والنازحين، مضيفا ان بعض هذه العائلات «نام افرادها في العراء داخل سياراتهم»، لانهم لم يكونوا يعرفون الى اين يذهبون. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض الى «جلسة عاجلة» لمجلس الامن الدولي وقال انه «يجري الاتصالات اللازمة مع كافة المنظمات والهيئات والدول الصديقة للشعب السوري بغية الدعوة الى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي». واضاف في بيان «ان الدول التي تساند النظام المجرم تشاركه المسؤولية عن أفعاله وجرائمه»، في اشارة الى روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض لاعتراض قرارين لمجلس الامن الدولي يدينان القمع في سوريا.