تشهد الجامعة الإسلامية اليوم بقيادة الأستاذ الدكتور محمد العقلا قفزة نوعيّة جعلت منها محط أنظار كثير من المراقبين ، حيث استطاع الدكتور العقلا أن يجمع بقدرة فذة بين الحفاظ على هوية الجامعة ، والاندماج في ثقافة العصر ، وهذا عمل يحتاج إلى قيادة هجومية بارعة ، وصبر على مقاومة التغيير ؛ لأن تغيير أفكار الناس وتحويل الفكر الممانع إلى فكر مشارك في عملية التغيير سمة من سمات القائد المبدع . في هذا الإطار شهدت الجامعة نقلة كبيرة على مستوى اللقاءات والندوات والمؤتمرات العلمية وسيكون للجامعة موعد في شهر جمادى الأولى من هذا العام مع الإبداع في مؤتمر اللغة العربية ومواكبة العصر . يتضمن المؤتمر خمسة محاور كبرى تتناول دور أقسام اللغة العربية في النهوض بالعربية ، واللهجات ، والتأصيل اللغوي ، واللغة والتقنية ، واللغة والإبداع الأدبي ، واللغة في عصر العولمة .ومن المتوقع أن يحظى المؤتمر بمشاركة فاعلة من المهتمين باللغة العربية ، ونأمل أن تكون البحوث المشاركة بحجم الطموح والتحديات التي تواجه اللغة العربية اليوم . إن هذا المؤتمر شمعة في طريق النهوض بلغتنا ، فقد أدمنا لعن الظلام ، وآن الوقت لأن نوقد كل يوم شمعة ليضيء حاضرنا اللغوي ، فنحن نكاد ننقرض لغويا لولا لطف الله بنا . وعلينا أن نثق بالله أولا ، و أن نكون متفائلين ، فقد كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يحب الفأل الحسن ويكره العدوى والطيرة . ولغتنا اليوم تشق طريقها بمثل هذه الجهود الخلاقة إلى المقدمة فقد أكدت التقارير السنوية أن اللغة العربية أكثر لغات العالم نموا على شبكة الإنترنت بنسبة سنوية تصل إلى 2800% وهذا معناه أن المحتوى المعرفي العربي سيكون بمشيئة الله خلال السنوات الثلاث القادمة 4 مليار ورقة . واللغة العربية هي لغة المستقبل لما تنطوي عليه من تفرد في ثرائها المعجمي ، ونبذ للتحيز ، ودقة رياضية في أنظمتها الصوتية والصرفية والنحوية ، مما يجعلها لغة المستقبل ، و اللغة الأكثر صلاحية للجيل الثالث من الحواسيب الذكية . وهذا المؤتمر لبنة من لبنات العطاء التي تقدمها بلادنا أعزها الله وحفظها بقيادة خادم الحرمين الشريفين سدد الله على طريق الخير خطاه ، فهذا المؤتمر سيعقبه العام القادم مؤتمر دولي بجامعة أم القرى يناقش بعون الله علوم العربية في التعليم الجامعي بين التحصيل العلمي والتكوين المهاري ، وخادم الحرمين الشريفين أمر بإنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز لخدمة اللغة العربية وسيكون بيت الخبرة الأول لنشر اللغة العربية ودعم الأفراد والمؤسسات كما وجه معالي وزير التعليم العالي . ولخادم الحرمين الشريفين مبادرة لإثراء المحتوى المعرفي سيكون للحديث عنها مقال خاص يكشف عن مشروعاتها العلمية التي تقوم بها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، إنها القدرة والإرادة التي اجتمعت اليوم ، وستكون بعون الله رافعة النهوض الحضاري للغتنا وبأمتنا التي طالت غفوتها ، فهذا الربيع العربي يجب أن يكون ربيع معرفة ، وربيع وعي بالذات وبالآخر ، وربيع بيان ، ننتقل فيه من ثقافة النسخ والاستهلاك إلى ثقافة الإنتاج وللابتكار ، ونكون في المقدمة كما أراد الله لنا ، فالمؤمن القوي خير وأحب على الله من المؤمن الضعيف ،وديننا العظيم كرمنا وحرم علينا أن نأكل المنخنقة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع .. [email protected]