ألقى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري بعد صلاة مغرب يوم الخميس الماضي، محاضرة بعنوان (دور الشباب والمجتمع في حفظ الأمن) بمسجد قباء بالمدينة المنورة. أكد فيها أهمية الشباب ودورهم في حفظ الأمن، وأهمية تنشئتهم وتربيتهم على العقيدة الصحيحة ومنهج السلف الصالح ليسهموا في تنمية المجتمع وليكونوا أعضاء فاعلين في المواطنة الصالحة.. موضحًا أن الأمن لا يتحقق إلا في ظل عقيدة صحيحة، تتفق مع فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها، مؤكدًا أنه لا يوجد في الكون عقيدة صحيحة غير عقيدة الإسلام والمسلمون هم وحدهم الذين يملكون أن يقدموا للناس أساليب وسبل تحقيق الأمن وذلك بحكم العقيدة الإسلامية التي يملكونها، وأن التمسك بالعقيدة الصحيحة الإسلامية يؤدي إلى الطمأنينة النفسية وحب الناس والشفقة عليهم، ذلك أن الاقتداء الصحيح يعمق في نفس المؤمن حبه لإخوانه المسلمين والشفقة عليهم والحرص على راحتهم وطمأنينتهم. موجهًا للشباب: أقول لإخواننا الشباب: أنتم أمل هذه الأمة وأمانها فلتدافعوا عن عقيدتكم باليقظة والوعي ولتعلموا أنكم مستهدفون من أعدائكم لحرصكم على عقيدتكم وثوابتكم فالحذر الحذر، وحث فضيلته، فانتساب جانب الوسطية والاعتدال والبعد عن الإفراط والتفريط في الدين: من أهم الضمانات لاستمرار نعمة الأمن والاستقرار والتي يجب على الشباب المحافظة عليها، فلنأخذ بمبدأ الوسطية والاعتدال في شؤون حياتنا لننعم بنعمة الأمن والاستقرار والتقدم والرخاء. مؤكدًا لزوم السمع والطاعة لولي الأمر وأن الواجب على الشباب والمجتمع بشكل عام السمع والطاعة لولي الأمر وذلك من خلال عدم الخروج على النظام العام والقوانين المنظمة لحركة المجتمع فالاستقرار السياسي للبلاد من أهم عناصر استتباب الأمن، إن الأمن نعمة للجميع، وقد رأينا بعض الشعوب الذين سقط حكامهم وضاعت دولهم على عوجها وانحرافها لم تعد لهم كرامة كما كانت لهم من قبل، ورأيناهم مشتتين في كثير من البلدان، واحتقر العزيز المنيع وتقطعت الأرحام وحيل بين الرجل وبين ذويه ووالديه. ثم بين أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواجهة التطرف والإرهاب. وأنه يجب على الشباب والمجتمع بأسره الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل بحسبه على قدر الامكان حتى تنتشر الفضيلة وتنقطع الرذيلة، وحث على محاربة الشائعات وأن الواجب على كل مواطن شريف خاصة الشباب أن يحذر من الشائعات المغرضة باعتبارها معول هدم في تيار الجماعة تفرق كلمتها وتوهن عزمها وتفيد أعداءها، فالشائعات كادت تقضي على المسلمين في أحد عندما أشاع الكفار مقتل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فلا مكان لمغرض بين قوم واعين ولا مكان لمخرب بين شعب يدرك معنى البناء ويقف حارسًا أمينا ساهرًا عليه. ثم أكد فضيلته على العمل على تطوير التعاون والترابط بين أفراد المجتمع مبينًا أن سلاح الأمم في بناء مجدها وإثبات وجودها وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار بها وتثبيت أهدافها الحاضرة والمستقبلة هو سلاح الائتلاف والاتحاد والتعاون والنظام وترك النزاع والانقسام والتناحر جانبًا، فكلما سادت هذه الفضائل بين أفراد المجتمع حكامًا ومحكومين ساد الحب والتقدير والثقة المتبادلة والتضامن والوحدة والألفة والمحبة و التعاطف والتراحم، مضيفًا أن المحافظة على هوية وأخلاق المجتمع وصيانته من انتشار الأخلاق الذميمة هذا من أهم الضمانات اللازمة لاستمرار لحمة الأمن والاستقرار وبناء الأمة يقوم على أخلاقها والمجتمع الذي تسوده الأخلاق الإسلامية الفاضلة حري بالنمو والبقاء وحري بأن يكون خير أمة أخرجت للناس، وطلب من شباب الأمة أن يكونوا على حذر من تيارات العولمة والتغريب التي تريد سلخ المسلمين من هويتهم الدينية والثقافية فالأمة الآن تتعرض لغزو فكري وثقافي كبير لا بد من مجابهته، ولا يكون ذلك إلا بالتمسك بالهوية العربية الإسلامية ولا بد من تحقيق الأمن الفكري والثقافي لأبنائنا، ثم حث على تحلي الشباب بمقومات المواطنة الصالحة فالتحلي بمقومات المواطنة الصالحة في ضوء تعاليم الإسلام هي من الضمانات اللازمة لاستمرار نعمة الأمن والاستقرار في بلادنا ونقصد بمقومات المواطنة الصالحة تلك الصفات والسجايا اللازم توفرها في أفراد المجتمع يعرفون واجباتهم نحو خالقهم أولًا ثم نحو أنفسهم وذويهم ومجتمعهم وأمتهم وولاة الأمر فيهم وعن طريق التربية الإسلامية يعرفون حقوقهم وواجباتهم.