* بمنتهى الصراحة و»الوقاحة»، لم يتردد علي أكبر ولايتي (وزير خارجية إيران الأسبق) في التصريح بدعم إيران الكامل واللا محدود للنظام السوري، حتى وهو يرتكب مجازر ضد أبناء شعبه بصور بشعة لم نشاهدها سوى من إسرائيل. * يقول ولايتي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: «إن نظام الرئيس بشار الأسد لن يسقط، وإن الجهود لقلب الحكومة السورية لن تؤدي إلى نتيجة، وإن إيران والعراق وحزب الله يدعمون سوريا بحزم». * هذا التصريح بقدر وقاحته، لعدم اعترافه بهمجية النظام السوري، ولعدم تقديره واحترامه لقيمة الإنسان التي تنتهك من قبل قوات النظام السوري، واستهانته بالروح البشرية بقدر ما يحمل في تفاصيله تأكيدًا واضحًا وداعمًا لا يحتاج إلى تفسير إلى الدعم الكامل واللا محدود من نظام ملالي إيران وأتباعهم من غوغائيي العراق وحزب الله في لبنان لنظام لم يراعِ أي حقوق للإنسان، أو قيمة للروح البشرية. * كما أن التصريح يؤكد مرة أخرى على أن إيران مثلها مثل النظام السوري الوحشي لن تتورع عن دعم ومساندة الطغاة والديكتاتوريات، واللجوء إلى الوحشية والتسلط في التعامل مع المعارضين.. وأنها -أي إيران- ليس لها هم أو اعتبار لإنسانية أو تفاهم سوى السلاح، والتجبّر، والتعدّي على الحقوق كما شاهدنا ذلك في العراق مع حكومة المالكي، وكما هو حادث مع حزب الله في لبنان. * نعرف منذ زمن أن من يدير إيران مصالحها «الطائفية» المقيتة، ومَن يحرّكها عنصريتها «العرقية» البغيضة فهي لا تقيم أبدًا أي اعتبار لجوار، أو أخوة، أو صداقة بل كل همّها أن تهيمن على محيطها الإقليمي، وتفرض آراءها المذهبية كما حدث أيام الدولة الصفوية، وإن كان ذلك بقوة النار، وضمان سيطرتها السياسية، وجعل كل من حولها تابعًا «ذليلاً» كما هو حال حكومة المالكي وحزب الله. * لكن المصيبة والكارثة أن بعضًا من أبناء العروبة يظنون ويؤمنون أن إيران صديق مخلص، وحليف آمن ضد إسرائيل، وهو ليس سوى وهم يدركه الساسة الإيرانيون جيدًا غير أنهم يتلاعبون بمشاعر العرب والمسلمين العاطفية، ويكررون هكذا رؤية لزيادة إيهام العرب، وتضليلهم وهو ما ورد أيضًا في تصريح ولايتي حين قال نصًّا: «إن خط الجبهة الذي يضم سوريا وإيران وحزب الله اللبناني في مواجهة النظام الصهيوني لن يزول»، وكان بودي أن أصدق لولا أن الشواهد المعاشة تكذب كل ذلك وآخرها الدعم اللا محدود للنظام الإجرامي في دمشق.