اكدت المملكة سعيها من خلال مجموعة العشرين لايجاد أفضل الحلول لإعادة الانتعاش إلى الاقتصاد العالمي، كما لن تدخر جهدًا في مجال الطاقة والعمل مع المجتمع الدولي لاستقرار أسواق الطاقة ودعم حوار المنتجين والمستهلكين لما فيه استدامة النمو الاقتصادي العالمي. وشددت على أهمية تفعيل التعاون الدولي لإيجاد أسواق للطاقة تتمتع بالشفافية والاستقرار، وتخدم مصالح المنتج والمستهلك مع ضرورة دعم البحوث والاستثمارات التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتقليل آثارها البيئية. جاء ذلك خلال الكلمة التى القاها رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، امس في افتتاح أعمال الاجتماع التشاوري الثالث لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين الذي يستضيفه، مجلس الشورى في الرياض، تحت شعار «نمو اقتصادي مستدام لعالم آمن». وقال إن العالم يشهد حاليًا تطورات على مختلف الأصعدة، خاصة ما يتعلق منها بالأزمة المالية والاقتصادية التي تجتاح بعض الدول، والتي تحتاج إلى تضافر الجهود الدولية من أجل إيجاد الحلول الناجعة لها، والحد من آثارها السلبية المتعددة، كانزلاق اقتصاديات بعض الدول نحو ركود اقتصادي ذي تأثيرات عالمية، والتركيز على سبل حل معضلة الديون السيادية وتفاقمها، وتقلبات أسعار الصرف، ومعدلات البطالة المتزايدة». وعد المملكة من أوائل الدول التي أسهمت في تحقيق أهداف التنمية الألفية بسبب ما توليه من أهمية كبرى لقضايا التنمية المستدامة، وزيادة مخصصات الإنفاق العام على الخدمات التعليمية، والصحية، والاجتماعية. وتطرق إلى موضوع التنوع الثقافي وأثره في تقوية وشائج التعاون الدولي، مشيرًا إلى أن المملكة سباقة إلى الدعوة إلى الحوار بين الأديان والثقافات، وتجسد ذلك في المؤتمر الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الذي عقد في مدينة مدريد عام 2008م، تلى ذلك لقاء مقر الأممالمتحدة بنيويورك، وتوجت هذه الجهود بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا. ودعا رئيس مجلس الشورى في ختام كلمته، المجتمع الدولي للعمل الجاد من أجل دعم الحوار الحضاري بين الشعوب من خلال الجهد المشترك، واستغلال وسائل التقنية والاتصالات الحديثة والمتطورة لبلورة استراتيجية شاملة لتفعيل الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتكثيف اللقاءات والمؤتمرات والندوات التبادلية بين الدول من أجل عرض المفاهيم والقيم المشتركة لهذا الحوار لكي يكون أكثر فاعلية وتأثيرًا. وألقى رئيس مجلس الشيوخ لبرلمان جمهورية كازاخستان خيرات مامي، كلمة عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا الاجتماع، مؤكدًا الأهمية الاستثنائية لموضوع الجلسة الفرعية في الاجتماع المتعلق ب»الحوار العالمي بين الثقافات» في ضوء تقدم مبادئ الأمن العالمي، والتسامح، والتنوع الثقافي والروحي. وأشار إلى أن كازاخستان مناصرة وبقوة لهذه المبادئ، وتسهم في مسيرة التقارب بين الثقافات، مبينًا أن بلاده استضافت منذ عام 2003م مؤتمرات منتظمة لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، وتدعو إلى تعزيز التعاون المشترك بين مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية وتحالف الحضارات. وأكد أن مجموعة العشرين يمكنها أن تتفاعل بشكل فعال مع منظمة التعاون الإسلامي، نظرًا للإمكانات السياسية والاقتصادية والثقافية لهذه المنظمة التي تغطي أربع قارات، وينضوي تحت لوائها 57 بلدًا يبلغ عدد سكانها نصف مليار نسمة وتتحكم ب 70 من موارد الطاقة في العالم. ولفت إلى أن منظمة التعاون الإسلامي يمكنها أن تقوم بدور إيجابي في مجموعة العشرين في الجزء المتعلق بتحقيق الاستقرار في النظام المالي الدولي، ومكافحة الفقر والكوارث الإنسانية، والتنمية الاقتصادية لبلدان آسيا وأفريقيا، وتعزيز أمن الطاقة والأمن الغذائي، والحوار بين الثقافات. وألقى معالي مساعد رئيس مجلس الشورى رئيس اللجنة التحضيرية للاجتماع التشاوري الدكتور فهاد بن معتاد الحمد، كلمة استعرض فيها أعمال اللجان التحضيرية، وبرنامج الاجتماع المعدّ.