يقول أحمدي نجاد رئيس إيران اقتباسًا: «كل المشكلات تأتي من الخارج. من أجل تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، لا يريدون أن تتطوَّر أممنا». والتساؤلات العديدة التي تطرح نفسها هي: هل هناك تدخلات أجنبية في المنطقة بدون وجود من يُمهِّد الطريق لها؟ أليست جميع التدخلات في المنطقة سببها رئيس إيران بسلوكياته الخاطئة في التعامل مع دول الجوار؟ لماذا باكستان تملك أسلحة نووية من أجل الأغراض السلمية، ومن أجل الدفاع فقط عن وطنها أمام ترسانة الهند النووية، ولم نرَ تدخلات أجنبية في المنطقة؟ أليست حكومات باكستان المتعاقبة لديها سياسات ثابتة مبنية على احترام دول الجوار وعدم التلويح باستخدام تلك الطاقة النووية لتهديد جيرانها وغيرها ولم نرَ تلك التدخلات الأجنبية التي يقول عليها الرئيس نجاد في منطقتنا الخليجية؟ هل قامت باكستان في يوم من الأيام بتهديد أمن المنطقة؟ باكستان تمتلك الطاقة النووية لأن جارتها الهند تمتلكها وتهدِّدها بين الفينة والأخرى وبالتالي وجود الطاقة النووية في باكستان هو من أجل إيجاد التوازن بينها وبين الهند بمباركة من الغرب وروسيا. وإذا قلنا إن إسرائيل تملك أسلحة نووية فإسرائيل ليست جارة لإيران حتى تهدِّدها وإنما هي جارة لدول عربية؟! إضافة إلى أن إيران ومنذ وقت الشاه وإلى الآن تقيم علاقات طيبة بل متميزة مع إسرائيل على خلاف ما يظهر، فما هذا الضحك على الذقون؟ إذن الهدف ليس إسرائيل بل الهدف هو منطقتنا العربية التي يريد الملالي والآيات الفرس في إيران أن يجعلوا من ذلك البرنامج النووي المزعوم سببًا رئيسًا للتدخلات الأجنبية في منطقتنا العربية وابتزازنا واستنزاف مواردنا وتعطيل عجلة التنمية لدينا، وإشغالنا بما يسمى بسباق التسلح النووي في المنطقة بدلاً من تركيزنا على المشروعات التنموية. هل قامت الدول التي تقع على الخليج العربي بتهديد الملاحة في الخليج؟ وهل قامت الدول الخليجية بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة الدولية؟ هل هناك عاقل يقبل بأن يكون أداة بيد الغرب أو الشرق من أجل تدمير بلده وزعزعة أمنه واستقراره؟ حكام إيران يبدو أنهم يعيشون في الماضي فهم غير مدركين لتصرفاتهم تجاه شعبهم الذي يحكمونه بالحديد والنار ويلغون انتخابات فاز فيها الإصلاحيون من أجل بقاء المنتفعين من المليارديرية المحافظين في قم وطهران في السلطة. فكلما شعروا بقرب وجود انتفاضة عليهم في الشوارع محاكاةً للربيع العربي ابتدعوا وخلقوا مشكلات من أجل إعطاء انطباع للإيرانيين بأنهم مستهدفون من الخارج وأن بقاء الملالي والآيات في إيران هي الضمانة الوحيدة ودرعهم الواقي ضد الامبريالية والهيمنة الأمريكية والغربية. الرئيس الإيراني نجاد أشار إلى أن سبب بلاء المنطقة هي التدخلات الأجنبية وتناسى أن يسأل نفسه لماذا إيران، وهي دولة فارسية أجنبية، تتدخل في العراق وسوريا ولبنان والحوثيين في اليمن واستمرار احتلال الجزر الإماراتية الثلاث وغيرها من التدخلات، أليست جميعها مدعاة وأسبابًا وجيهة للتدخلات الأجنبية سواءً بطلب أو بدون من دول المنطقة؟ أليست إيران بلدًا غنيًا تزخر أراضيه بالبترول والغاز وشعبها فقير؟! أليست التدخلات الأجنبية التي يقول عنها الرئيس نجاد هي بسبب أنه هو ومرشده وزمرته أداوت فاعلة بيد الغرب من أجل إعاقة تطور دول المنطقة؟! ما هذا الهراء من رئيس لا يقدِّر المسؤولية التي يتولَّاها وبقية زمرته الغنية في طهران؟ كلما شعروا بسخط واستياء من شعبهم بسبب سياساتهم غير المسؤولة افتعلوا وحرّكوا ملفهم النووي وعملوا مناورات واستعراض عضلات مزيفة في الخليج بسفن وطائرات وغواصات روسية متخلفة، وافتعلت مشكلات هنا وهناك من أجل تشتيت انتباه الشعب الإيراني عن المشكلات والأزمات الحقيقية التي يعاني منها نظام الحكم في إيران مع شعبه. وسؤال آخر للرئيس نجاد: ألا يعتبر دعم إيران لنظام فاشي طاغية مستبد مِثلَه في سوريا وقتل الأبرياء في بلد يبحث شعبه عن الحرية بواسطة الشبيحة من حرسها الثوري وفيلق القدس وعناصر حزب الله تدخلًا أجنبيًا من قِبَل إيران في دولة عربية؟ ثم سؤال أخير: ما قصة السفينتين الحربيتين التي رست ثم غادرت موانئ سوريا؟ هل هي لجلب المزيد من الشبيحة والوقود والأسلحة للنظام السوري للإجهاز على من تبقى من الشعب السوري؟ أم من أجل سرقة الذهب والعملات الصعبة والمليارات من الشعب السوري ونقلها إلى إيران ثم تلتحق بها الزمرة الحاكمة في سوريا فقط ببيجامات النوم بعد حرق سوريا وتركها أثرا بعد عين؟ نريد إجابات من رئيس زوّر الانتخابات وأتى للسلطة بقوة مرشده الأعلى!!