شهدت الفعاليات الثقافية السعودية المصاحبة لمعرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب المقام حاليًا في المغرب العديد من الندوات؛ حيث أقيمت ندوة ثقافية بعنوان «الأندية الأدبية السعودية»، شارك فيها الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي رئيس النادي الأدبي بالرياض، والدكتور حسن بن فهد الهويمل عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم، والدكتور محمد بن عبدالله بودي، فيما حضرها وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع.. وقد تناول الوشمي في ورقته عن الأندية الأدبية بالمملكة «أدبي الرياض أنموذجًا» ما تمثله الأندية الأدبية في المملكة من مسار ثقافي وإبداعي لعدد من المؤسسات العلمية والثقافية والإعلامية منذ تأسيسها وحتى هذه اللحظة، مرورًا بالمتغيرات في مسيرة الأندية الأدبية خاصة أدبي الرياض، متطرقًا إلى المراحل والتحولات التي مرت بها الأندية الأدبية حتى وصلت إلى مرحلة الانتخاب ومشاركة المرأة. ومن جانبه أبرز الدكتور الهويمل دور الأندية الأدبية في تطوير الحركة الأدبية في المملكة من خلال الإشارة إلى أهمية المؤسسة الثقافية وتجميع الأطياف للتعاطي الثقافي المبرمج والهادف، والدور الذي تضطلع به الأندية من خلال الإسهام في تنشيط الحركة الأدبية، بالإضافة إلى اشتراك الأندية الأدبية في معارض الكتاب الدولية داخل المملكة وخارجها، وما تحصل عليه من إعانات سنوية تمكن مجالس الأندية من إنفاقها على سائر المناشط. فيما طرح الدكتور بودي في ورقته عن الأندية الأدبية وتنمية الإبداع من خلال الدور الذي تقوم به الأندية الأدبية في المملكة في دعم وتقويم الإبداع ونشره وتسويقه وتوثيقه عن طريق الملتقيات والجوائز والدوريات والفصليات الثقافية. كذلك أقيمت ندوة عن «الإعلام والصحافة في المملكة العربية السعودية» تحدث فيها الدكتور عبدالله بن ناصر الحمود عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والكاتب يوسف بن محمد الكويليت نائب رئيس تحرير جريدة الرياض، حيث تناول الحمود في ورقته «مقاربة نظرية لتجربة الإعلام السعودي» جدلية الجمهور في الإعلام المعاصر وتداعياتها على اقتصاديات الإعلام، وسعى في طرحه إلى التعرف على تجربة المملكة ومدى مواءمة الإعلام الرسمي السعودي لتلك التطورات في صناعة الإعلام، عبر ضرورة صياغة رؤية اقتصادية وتمويلية قادرة على الوفاء بالتزاماتها بالمتطلبات الحيوية للمرحلة الراهنة في الاتصال، وفي نهاية الورقة قدم عددًا من التوصيات التي يتطلع من خلالها لدعم اقتصاديات العمل الإعلامي الرسمي بشكل عام. بينما أشار الكويليت في ورقته عن «الإعلام.. من التأميم إلى الفضاء المفتوح»، إلى أن الإعلام انتقل من المؤمم إلى الإعلام أحادي الجانب، ثم انتقل بعدها إلى الإعلام التفاعلي الذي أزاح الحوائط والسواتر ليتواكب من التقنية الحديثة والانفجار المعلوماتي الذي يشهده العالم حاليًا. كما احتضنت قاعة محمد بردوز بالمعرض ندوة بعنوان «الأدب الأندلسي والأدب المغربي» قدمها الدكتور عبدالله بن سالم المعطاني عضو مجلس الشورى، تجول خلالها في أرجاء الأندلس بأدبها وثقافتها وعلومها، مركّزًا على أن الأندلس كنز مفقود ما أن تقلب صفحاته ووجهاته المختلفة إلا وتأتي منه كثير من رياح الغربة والعجب، كما أبحر بضيوفه في عالم الموشحات والشعر. كذلك استضافت القاعة الشرفية بمعرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب محاضرة عن الرواية والقصة في الأدب السعودي بمشاركة الروائيين والكاتبين عبده خال ويوسف المحيميد، تحدثا خلالها عن سمات الأدب السعودي والتحولات التي يشهدها مسار القصة والرواية السعودية. من جانب آخر وضمن النشاط الثقافي الذي تسهم به الجامعة في هذا المعرض قدم عميد شؤون المكتبات بالجامعة الإسلامية الدكتور عماد زهير حافظ في قاعة المحاضرات في الجناح السعودي محاضرة بعنوان «الكتاب فِكر وحياة» تحدث فيها عن أهمية الكتاب في تحديد وتوجيه الفكر ودوره في صناعة الحياة. يشار إلى أن الفعاليات الثقافية والأدبية قد شهدت حضورًا لافتًا من جمهور المثقفين المغاربة الذي تفاعلوا مع البرامج والأنشطة التي صاحبت جناح المملكة ضيف شرف معرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب.