عبَّرت إيران أمس عن رغبتها في استئناف المفاوضات مع دول مجموعة الست حول ملفها النووي غداة الإعلان عن سلسلة إنجازات كبرى في برنامجها النووي تتصور أنها تضعها «في موقع قوة» في المحادثات بشأن العقوبات التي فُرضت عليها من قبل الدول الست الأوروبية، بحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فيما اعتبر أيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي أن إيران «تبالغ» في تصريحاتها غداة إعلانها إحراز إنجازات جديدة في برنامجها النووي عبر تشغيل آلات طرد مركزي أفضل أداءًا وإنتاج الوقود المخصب بنسبة 20%. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست كما نقلت عنه وكالة فارس للأنباء: «رحَّبنا على الدوام بمبدأ التفاوض ونعتقد أنه مع وجود مقاربة إيجابية وذهنية تعاون، يمكننا إحراز تقدم». وقام كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي بالرد على رسالة وجهتها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي تمثل مجموعة الست في تشرين الأول / أكتوبر حول استئناف المفاوضات. وكرر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومسؤولون إيرانيون آخرون القول إن إيران نجحت في «إحراز هذا التقدم» رغم كل الضغوطات والعقوبات الدولية. وأعلن نجاد أيضًا أن إيران زادت عدد أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول التي تشغلها بنسبة 50% وارتفع عددها من ستة آلاف إلى تسعة آلاف. وأخيرًا أعلن أن العلماء الإيرانيين صنعوا آلة طرد مركزي جديدة «من الجيل الرابع» قوتها توازي ثلاثة أضعاف قوة الأجهزة الموجودة. وأكدت إسرائيل والولاياتالمتحدة اللتان تشتبهان أن إيران تسعى إلى صنع السلاح الذري رغم نفيها المتكرر لذلك، عدة مرات أنهما لا تستبعدان اللجوء إلى القوة لمنعها من ذلك. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد أعلن أمس بأن إيران «تبالغ بنجاحاتها» قائلاً :»إن الإيرانيين يواصلون التقدم لكن ما قدم بالأمس يشبه استعراضًا، وهناك الكثير من الأمور التي قدمت بشكل مبالغ فيه، وذلك جزئيًا من أجل ردع العالم عن ملاحقتهم». وأضاف باراك إن «الإيرانيين يريدون إعطاء الانطباع بأنهم اجتازوا نقطة اللاعودة، وهو أمر غير صحيح». ووصفت الولاياتالمتحدة أيضًا الإعلان الإيراني بأنه «مبالغ فيه» وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: «نحن بصراحة لا نرى شيئًا جديدًا هنا، هذه ليست أخبار مهمة، في الحقيقة يبدو أنها مبالغ فيها». من جهتها دعت روسياإيران إلى المزيد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الأول: «الأمر المهم هو أن يكون كل ما تم الإعلان عنه والقيام به في القطاع النووي تحت الرقابة الكاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية». ودعت موسكو أيضًا إلى استئناف سريع للمفاوضات بين إيران والقوى الكبرى مضيفة أن العقوبات لم تترك أي أثر على إيران. من جهة أخرى، من المقرر أن يجري وفد جديد رفيع المستوى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات جديدة الاثنين المقبل في إيران لتبديد أي التباس والرد على أسئلة تتعلق «باحتمال وجود بُعد عسكري» لأنشطتها النووية.