قرأت الكثير من كتب ومؤلفات الأستاذ الراحل أنيس منصور، وهي عبارة عن مقالات يتم جمعها في كتب وفيما بعد يقوم بطباعتها، وقد وصلت عدد كتب أنيس منصور أكثر من مئتي كتاب تقريبًا. ومقالات أنيس منصور لا تخلو من الأدب والفلسفة، وكان يرحمه الله خبيرًا ومتألقًا في كتابة المقال وبمعرفة كبيرة بفن المقال، خلاف البعض من الكتاب الذين لا يجدون كتابة المقال بصورته الفنية الأنيقة. وكتاب (أنا) لعباس محمود العقاد عبارة عن كتاب يرصد فيه الكاتب سيرته في عدة مقالات ويتحدث في هذه المقالات عن حياته، وأسرته، وكذلك عن أصدقائه، وفلسفته في الحب، والحياة، وعن أجمل حياته وكذلك عن مكتبته وكتبه..ألخ - ومقالات الأستاذ أحمد العرفج في عموده الأسبوعي في ملحق الأربعاء (الحبر الأصفر) ففيها تتبلور فن المقالة وهو جدير بكتابة المقال بصفة كبيرة، فمقالاته يرضى عنها البعض والبعض يسخط بها وهذا طابع بشري أن يرضى عنك البعض والبعض لا يريدك وهو يعرف أنك متميزًا ولكن لحاجة في نفس يعقوب. أحث وأشجع أخينا أحمد العرفج أن يقوم بجمع معظم مقالاته وبمن فيهن مقالات الحبر الأصفر ونشرهن في كتاب، وأن يكون عنوان الكتاب (الكتاب الأصفر) على وزن ومنوال (الكتاب الأخضر) للقذافي الذي كان يطمح بأن يكون كاتبًا ولكن فشل في الكتابة كما فشل في إدارة ليبيا. الكتاب الأصفر هو عبارة عن مقالات تم نشرها في جريدة المدينة وملحقها الثقافي (الأربعاء) وكذلك في بعض المواقع الإلكترونية التي تنشر للكاتب من حين إلى حين آخر – فشعبية أحمد العرفج في تزايد ملحوظ والسبب بسيط جدًا لا يحتاج إلى تفكير عميق ألا وهو أن العرفج طيب الله حياته لا ينظر للقراء من برج عاجي كم يفعل البعض من الكتاب بل يتنازل لهم ويراسلهم في الفيسبوك، والتويتر، والإيميل ويقدم لهم مقالاته كوجبة ثقافية جاهزة لمحبي القراءة لعل وعسى أن هذه الخدمة العرفجية السريعة أن تخدم القارئ الكسول والغير كسول وهذا سبب تهافت القراء على مقالاته وكذلك سبب في سخط البعض عليه، وأعتقد أن أحمد العرفج يؤمن بمقولة الأديب العقاد حيث قال في كتابه (أنا): "لقد علمتني تجارب الحياة أن الناس تغيظهم المزايا التي ننفرد بها ولا تغيظهم النقائض التي تعيبنا، وأنهم يكرهون منك ما يصغرهم لا ما يصغرك، وقد يرضيهم النقص الذي فيك، لأنه يكبرهم في رأى أنفسهم، ولكنهم يسخطون على مزاياك لأنها تصغرهم أو تغطى على مزاياهم". والكتاب الأصفر سيسعد البعض وسيغيض البعض الآخر، لأنه سيكون عملا ناجحا وحصادا لسنوات من القراءة والكتابة.