بفضل المتابعة الشخصية السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتوهج الطموح غير المحدود والحنكة الإدارية الفذة اللتين يتمتع بهما صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني ورئيس اللجنة العليا لمهرجان التراث والثقافة الوطني، وعلى مدى عمر المهرجان، لم يعد عشاق التراث المحلي في السعودية فقط هم المعنيون بالمهرجان وفعالياته، بل إن المهرجان الوطني الموغل في الوطنية والتاريخ المحلي بات يشهد حضورًا عالميًا يتزايد عامًا بعد عام ويبشر بمستقبل مشرق وأداء عظيم لرسالة الجنادرية على مستوى العالم أجمع. فإن صوت الربابة والعرضة السعودية وصناعة السدو ما كان ليصل صداها أرجاء المعمورة، إلا بتخطيط سديد وعناية قصوى لاستقطاب الاهتمام العالمي بنشاط غاية في المحلية، حتى صارت الجنادرية نموذجًا تنظيميًا للمهرجانات المماثلة، يحمل رسالة سلام عالمية وتواصل ثقافي رفيع واحتكاك إنساني فريد، فلم تعد جنادريتنا اليوم ألبومًا لتراثنا المحلي بل صرنا نشهد عناية دول العالم بعرض تراثها بجوار تراثنا ونقل ثقافاتها للمواطن السعودي وحرصها على استثمار أصداء المهرجان وأبعاده الكبيرة ومشاركتها الفاعلة في تحقيق ما يستهدفه المهرجان ويعمل له منذ بدأ. ما حققته اللجنة العليا للمهرجان من نجاحات واسعة في أهدافها الثقافية بنقل التراث المحلي للعالمية وأهدافها الإنسانية بلقاء الإنسان بالإنسان بعيداً عن السياسة، ساهم فيه التطور المتلاحق والتوسع السنوي المستمر لدوائر اهتمام المهرجان وتنوع مناشطه وحرص لجنته العليا على الاستضافة الدولية، فلا غرابة أن يصل عدد الزوار قرية الجنادرية هذا العام في النسخة السابعة والعشرين للمهرجان يزيد عن سبعمائة ألف زائر رجل في يومها الأول، حيث لم تنطلق المناشط النسائية ولم تبدأ العائلات ارتياد القرية، عدا المناشط التي تستضيفها أماكن أخرى على هامش المهرجان، ولا غرابة أن يكون المهرجان محل اهتمام ومتابعة الإعلام العالمي، فشكرًا بحجم الوطن لرجالات الجنادرية وعلى رأسهم رئيس اللجنة العليا صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله على كل ما أنجزوه من عمل باعث على الفخر والإعجاب، وبحول الله نشهد نجاحات الجنادرية تترى، حتى تغدو منشطًا سياحيًا جاذبًا يستقطب آلاف السياح من أرجاء العالم، كما استقطب النخب العالمية والجهات الرسمية الدولية.