كشف سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى الجزائر هنري إنشر أمس عن عدم ممانعة بلاده في منح الحصانة للرئيس السوري بشار الأسد، كجزء من صفقة لتفادي اندلاع حرب أهلية في بلاده. وبعد ساعات على وعود أطلقها الأسد بوقف أعمال العنف، شنت قواته أمس عملية عسكرية على مدينة حمص، أدت إلى مقتل مئات المدنيين، بحسب ناشطين معارضين. ونقلت صحيفة «اليوم السابع» المصرية عن سفير المملكة في مصر ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية أحمد قطان أن الاجتماع المرتقب لوزراء خارجية دول المجلس سيعقد صباح الأحد في القاهرة وليس السبت في الرياض كما اعلن سابقا. وبعد أن دعا رئيس وزرائه الأسرة الدولية إلى عدم التصرف «بتهور» حيال سوريا، معتبرًا أن على الشعب السوري أن يقرر مصيره بنفسه. دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف شركاء روسيا إلى تجنب اتخاذ «تدابير احادية متسرعة» لحل الازمة في سوريا، وخصوصا في مجلس الامن الدولي، وذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. واعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، من جهته انه لا يصدق «على الاطلاق» تعهدات دمشق خلال زيارة وزير الخارجية الروسي، واعتبر أن تلك الوعود بوضع حد لاعمال العنف مجرد «محاولة للتلاعب». ودعا رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي خلال لقائه امس السفير الروسي في بغداد فاليريان شوفايف روسيا إلى أن تتخذ «موقفا ايجابيا مدافعا عن الشعوب العربية». واعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أن تركيا تعمل على تنظيم مؤتمر دولي بمشاركة اطراف اقليمية ودولية حول الازمة السورية «في اقرب وقت ممكن». وطالبت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نافي بيلاي ب «تدابير فاعلة» لحماية المدنيين في سوريا، معتبرة أن فشل مجلس الامن في الاتفاق على قرار شجع «الحكومة على المضي اكثر في قتل شعبها». وبالتزامن مع ذلك، يستعد الاتحاد الاوروبي، كإجراء احتياطي، لاجلاء رعاياه من سوريا كما يدرس احتمال حظر الرحلات الجوية التجارية معها، بحسب دبلوماسيين رفيعي المستوى. واوفد الاتحاد الاوروبي إلى لبنان والاردن فرق خبراء مكلفة الاعداد لعودة «الاف» الاوروبيين المقيمين في سوريا، وايضا رعايا دول اخرى في حال استدعى الامر ذلك. وثمن المجلس الوطني السوري امس في بيان طلب دول مجلس التعاون الخليجي من السفراء السوريين المعتمدين لديها مغادرة اراضيها وسحب سفرائها من سوريا، داعيا إلى الاعتراف الرسمي بالمجلس «ممثلا لارادة الثورة والشعب في سوريا». ونقلت صحيفة «الخبر»الجزائرية عن سفير واشنطن لدى الجزائر قوله إن تطورات الوضع في سوريا بلغت درجة من التعقيد، والفيتو الروسي والصيني ليس النهاية، بل على العكس بداية العمل لإيجاد مخرج للأزمة السورية وتنحي الرئيس. واعتبر أن الحديث عن إمكانية ضمان خروج آمن للرئيس السوري مقابل وقف العنف وتفادي الحرب الأهلية «أمر وارد»، على اعتبار أن الأولوية بالنسبة للإدارة الأمريكية تكمن في حماية المدنيين، وبالتالي «لا ضرر من التوصل إلى منح الحصانة كجزء من صفقة لضمان تفادي الحرب الأهلية، على غرار ما حدث مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وافاد المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله أن «هناك احياء لا نتمكن من الدخول اليها بسبب النيران»، مشيرا إلى «عدم ورود اي معلومات عن هذه الاحياء بسبب انقطاع وسائل الاتصالات عنها لكننا نسمع اصوات القصف عليها». واكد الطبيب علي الحزوري (27 عاما) الذي كان يشرف على مشفى ميداني اغلق بعد تعرضه للقصف، وجود 500 جريح في بابا عمرو نصفهم من النساء والاطفال. وناشد الطبيب «دخول الهلال الاحمر واجلاء الجرحى وتامين الطعام للمدنيين». واكد الناشط عمر شاكر في اتصال عبر سكايب مع وكالة فرانس برس من حي بابا عمرو أن «القصف المركز والعنيف بدأ مساء، بعدما كان متقطعا في الليل».