(المهايطون) في تكاثر دائم وتسابق محموم، فوسائط الاتصالات تفرقعهم (كحبات الفوشار) في لحظات وترمي بهم خارج القدر بشكل عشوائي، فأحيانا تقع الحبّة على الأرض وأحيانًا فوق الخزانة وأحيانًا على وجوهنا وفي سلة المهملات أحيانًا أخرى، ولذا فالمناسبة في (الهياط) ليست سهلة وإن ظنها البعض كذلك، لكن الموضوعات المستهلكة للهياط باتت مملة وغير ملفتة، فمن يلتفت الآن لشاعر يقول إنه سحق الشعراء وجعل الشعر يتسوله ويتوسله لكي يكتب بيتًا؟ ومن يلتفت الآن لمن يباهي بملكات جمال الصحراء ومؤشرات أسعارها بل ربما من سيلتفت لمن يمشي في الشارع وهو يضع الحلق على أذنيه حيث تبلد النظر إزاء مشاهد مشابهة ولم يعد الأمر مضمون الفرقعة، وبات على المشغولين بالهياط البحث والابتكار والتجديد لضمان بقائهم في قائمة الأكثر هياطًا. تويتر هو الآخر بات كقدر الفوشار الذي تتفرقع فيه التغريدات من حين إلى آخر، وبات من الصعب أن يأتي مهايط تويتري بما لم يأت به أوائل المهايطية التويترية، فصار التحدي أكثر صعوبة ومجال التنافس أكثر شحًا، ما حدا بالبعض لممارسة هوايته في الهياط على حساب الآخرين وعلى طريقة العيار الطائش، الفضائح فرقعة وتدوي بسرعة، لكن أكثر منها فرقعة ودويًا المساس بالثوابت والتطاول على المقدسات بلغت حد التطاول على الشفيع الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولا يستبعد أن يصل حمق المهايطية وولعهم بالهياط للتجاوز على الذات الإلهية، ليس من قبل دنماركي ما أو صهيوني ما أو نصراني ما، بل سعودي مسلم ما، فهل الرد على هؤلاء يكون بسرد سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام في معرض إنكار ما اجترحوه من تخاريف لا تغاريد، أم هل نحن مضطرون لتذكيرهم برسالته صلى الله عليه وسلم وأمانته ومواقفه وجهاده ضد الظلام حين نرى بوادر الظلام في فكر مشوّه وعقليات مأخوذة بالهوى عن كل ما عداه، غالبًا لا يجدي هذا نفعًا، فهم يعرفون هذا كله، لكن ضريبة الهياط كبيرة والمهياطي على استعداد لدفعها إن أراد أن يفرقع، ولأن الناس حين يرون مهايطيًا شاطحًا كما شطحت حبة الفوشار الفارة من قدرها لمكان عشوائي ما، يقولون: (أستغفر الله وش يحس فيه ذا؟!) سنقول كما قالوا واللهم عافهم ولا تبتلنا.. وصلى الله وسلم على الحبيب الشفيع محمد بن عبدالله.