لازلت أكتب وأناشد سعادة الأستاذ :محمد بن عبدالله الخراشي محافظ المؤسسة العامة للتقاعد بالنظر في أوضاع المتقاعدين حيث لايزال بعض المتقاعدين يعيشون في فقر وعوز من حيث الجانب المادي والمعنوي والبعض مسئول عن عائلة، ومتطلبات الحياة كثيرة ولا تقارن بما يتقاضاه بعض المتقاعدين فالراتب لا يوفر أبسط متطلبات الحياة الكريمة لهم ,, وليس هذا فحسب بل أن نظرة من حولهم ومواقفهم تجاههم تزيد من أوجاعهم . صور كثيرة ومواقف مؤلمة يتعرض لها المتقاعد فلو أراد مثلاً شراء سيارة من إحدى الشركات فأول ما يُطرح عليه كم عمرك ؟ وهل أنت متقاعد؟ فإن كان جوابه بأنه متقاعد وأشرف أوتجاوز الستين فالرفض ينتظره فعمره الافتراضي قد أنتهى في نظرهم . ولو أراد الحصول على تمويل مبارك من أحد البنوك كما يقال عنه بأنه مبارك وهو عكس ما يقال فالنسبة التي يحتسبها عليه البنك أعلى من نسبة أي شخص آخر على رأس العمل وحجة البنك في ذلك أن هذه هي التعليمات ولسان حالهم يقول : أنت على مشارف القبر ونخاف على أموالنا فبموتك يتم إعفاء ورثتك بل بعض البنوك ترفض إعطاءه والسبب أنه متقاعد .. وتستمر صور المعاناة للمتقاعد فمصلحة معاشات التقاعد هي الأخرى لم تقصر وألزمت المتقاعد بالذهاب إليها للحصول على ورقة تعريف بالراتب بعد أن كان باستطاعته الحصول عليها من البنوك فأرهقته جسدياً ونفسياً .كذلك تعمد إلى توزيع راتبه بعد مماته على ورثته حسب نظامها المعمول به فيتم إقصاء بعض الورثة ولا تبقي لأسرته إلا الزهيد . لكم عجبت لما نُشر في صحفنا المحلية عن تلك الهدايا التي أُعطيت لبعض المتقاعدين كالعكاكيز والنظارات الطبية وطقم الأسنان في نفس الوقت الذي كان ينتظر المتقاعد أن تُعطى له بطاقة تأمين طبي وخصم لدى المستشفيات ومميزات أخرى تشعره بقيمته كمتقاعد ولكم رثيت لكبار السن من المتقاعدين الذين وقفوا في طابور طويل لسداد ما عليهم . إن المتقاعدين يتعرضون للجحود والنكران بشكل لا يليق ولم يجدوا تكريماً لائقاً بهم ونسي البعض أن المتقاعد إنسان قد خدم وطنه وأفنى زهرة شبابه وكان الأولى أن تُقدر تلك الجهود وتلك التضحيات فهل يا ترى يحظى المتقاعد ببطاقة خاصة به يعلقها على صدره كوسام يفتخر به ويتيح له الحصول على تقدير واحترام وعون ومساعدة الآخرين ؟؟ إن لم يتحقق له ذلك فما عليه سوى القبول بما أُطلق عليه ( مت قاعد ) . عبدالله علي جريد- المخواة