اصيب الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بالإحراج حين وجه له فلاديمير بولياكوف الطالب في كلية الصحافة في جامعة موسكو عدداً من الأسئلة: - ان «بلادنا تشهد حالياً وضعاً متوتراً، ثورياً، هل أنت مستعد لتحمل مسؤولياتك؟». - «هل أنت مستعد للدفاع عن قراراتك أمام محكمة» في حال اندلاع ثورة في روسيا؟. - «هل تدرك أنه يمكن أن يصدر حكم بإعدامك؟ هل أنت مستعد لتقبل ذلك بشجاعة أسوة بما قام به صدام حسين أم أنك ستهاجر إلى كوريا الشمالية ؟» بدا الرئيس الروسي مذهولاً وأجاب إنه «لا يرى سبباً لاندلاع ثورة في روسيا ولا يخشى شيئاً ... حين يكون المرء رئيساً، عليه أن يكون مستعداً لمواجهة كل شيء.». وأضاف مخاطباً الطالب «ربما يكون هذا السؤال الأكثر شجاعة الذي طرحته طوال حياتك». لكن الطالب أصر على الحصول على «جواب دقيق» من الرئيس لمعرفة ما اذا كان «مستعداً للموت» من أجل مبادئه. وهنا أجاب الرئيس «اذا كنت تريد رداً دقيقاً، بالتأكيد أنا مستعد للموت من أجل مبادئي». يُذكّرني موقف الطالب الروسي بموقف الأستاذ الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح أحد المرشحين المحتملين للرئاسة في مصر عام 2012، حينما كان رئيس اتحاد الطلاب بجامعة القاهرة ووقف أمام الرئيس المصري الراحل أنور السادات في مناظرة وُصفت بأنها «المناظرة التي هزت السادات»، وناقش فيها الرئيس السادات حول الاتجاه الفعلي لمصر وماذا يريد النظام أن يكون عليه الفرد: «شيوعي، أم مسلم، أم زنديق، أم عابد بقر؟». كما اتهم ابوالفتوح السادات بأن من يعمل حوله هم مجموعة من المنافقين، متعللاً بمنع الشيخ محمد الغزالي من الخطابة، واعتقال طلاب تظاهروا في الحرم الجامعي. لقد كان تساؤلا جريئاً أغضب الرئيس السادات وأمره بالتوقف وأن يعرف أنه يتحدث مع كبير العائلة ؟! لكن أبوالفتوح يعترف بأنه رغم هذه المناظرة إلا أن السادات لم يعتقله أو يؤذِه، إلا بإعاقة تعيينه معيداً في الجامعة، بينما أعتُقل في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك لمدة خمس سنوات لنشاطه السياسي، حصل خلالها على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة. وهكذا فإن مواقف الإنسان هي التي تُحدد شخصيته وسلوكه، وهي التي تترجم صدق أقواله. فالمواقف هي التي تضع أصحابها في إطارها الحق . . نافذة صغيرة: [الإنسان هو أروع ثمار الحياة, عقلها الواعي، وقلبها المشتاق وحسها الفنان وإرادتها الفعالة. والإنسان في جوهره موقف. إنه ليس مجرد إشباع لرغبة أو إستجابة لمؤثر، وإنما هو كذلك - و في الجوهر- إضافة عبقرية خلاقة إلى الحياه، تاريخ يتدفق صاعدا، يعمل و يعاني ويكتشف يتخطي ويجدد ويبدع.] مفكر مصري