بعد ديوانها الأول «وترحل الصغيرة» قدمت الشاعرة مها السراج للساحة الشعرية ديوانها الجديد «الوقت.. منتصف البرد» مشتملا على إحدى عشرة قصيدة تبرز في ثناياها فكرة الحلم، بوصفها النقطة التي ارتكزت عليها الشاعرة، فتورد الفراق والرحيل المر وانتظار الوقت للحب المنبجس من فوهة وردة حمراء ولعبة تشخيص الموت والقدر وصهيل الأسئلة وبراكين الغضب ونمنمات الهوى والليل الطويل بسدوله وذكريات التفاحة الملعونة وشهقات خوف وزفرة منى وفتنة السفر عبر بوابة ذكريات وجد تفيض بالألم وأحلام مجيء الفارس على حصان أبيض وأخيرا حلم المتاهة ومتاهة حلم.. وهناك أربعة نصوص وهي «حيث ترقد عناقيد الغضب» و»حينذاك» و»ما لا أقوله» و»العالم ليس.. لأحد ما» جعلت فيه لفظة الكتاب حاضرة بقوة من خلال قولها: قدر الصغيرة حلم مستحيل أن يحل وفت أن يحين رحيل وأن ترف أحرفا من كتاب لكتاب وقولها: وفي الصباح أتقلب عند بائعي الكتب تدهشني تفاصيل أغلفة منمقة ورسوم وطالما كانت تهدي بها أحلامي وهناك نص بعنوان «ما أشبه البرد بالبكاء»، تقول السراج فيه: أزف الخريف في يوم برد أوقظ الثلج صيفا وأفتح نافذتي حين يحل الشتاء ما أشبه البرد... بالبكاء وهذا واضح أنه تناص وهو من عجز بيت شعر لطرفة بن العبد يقول فيه: كل خليل كنت خاللته لا ترك الله له واضحة؛ كلهم أروغ من ثعلب ما أشبه الليلة بالبارحة». ونص «عبور نحو قضاء» تقول الشاعرة مها: غاب الليل الذي عرفته غادرتني تلك الدهشة الموشاه بالنجوم وهي هنا الشاعرة تستجر فكرة ومعنى الشاعر الجاهلي امرؤ القيس من خلال قوله: وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجازًا وناء بكلكل ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل فيا لك من ليل كأن نجومه بأمراس كتان إلى صم جندل