كيف تستشرفون آفاق التغيرات التي تحدث في المنطقة وما ينطوي عليها من تحولات ؟ ما حدث في»الربيع العربي» اعتقد انه فاجأ الجميع, من مراقبين ومحللين ومراكز أبحاث, لكنه في الوقت نفسه تحرك شعبي سبقه تمهيد فكري, وقد انعكس ذلك الفعل الشعبي على الواقع السياسي والاجتماعي, وهذا التحول الشعبي سبقته تحولات في الفكر, فالشعب لم يتحول إلا بعد أن تحولت الأفكار في نفوس الناس , فلقد وجدنا نظما تحولت إلى ما يشبه الأساطير في التعامل مع الشعوب ولم تقدم شيئا ملموسا بل كانت معوقة لحركة الشعوب ومحبطة لأمالها . تغيير استراتيجي ولكن دعنا نقول بصراحة وأنت ترأس تحرير تقرير استراتيجي يستشرف آفاق المستقبل, ويعمل معك باحثون ومنظرون ومفكرون ومحللون ومهمتك رصد الحالة العربية والإسلامية..هل كنتم تتوقعون قبل عام واحد فقط هذا التغيير المفاجئ في المنطقة؟ لم يكن احد يحسب لهذه المرحلة حسابا لا مراكز دراسات إستراتيجية ولا محللون ولا دوائر استخباراتية, حتى مراكز الأبحاث المستقبلية, سواء في المنطقة أو خارجها، التحول كان مفاجئا ولم يتوقعه احد , كان الجميع يراهنون على تحولات تدريجية بطيئة , قد تزداد سرعة في التغيير من بلد لآخر, ولكن لم يكن يتوقع تغييرا بهذا الشكل وبهذه الدرجة . هناك من يقولون إن هذا قدر الله ولا دخل لأحد فيه سواء كانت قوى سياسية أو غيرها ؟ لا شك أن قدر الله غالب , ولكن الله عز وجل يجعل لهذه التغييرات أسبابا , ونحن في الدول العربية لم تنزل لنا عصا موسى أو مائدة من السماء, إنما أمرنا الله بالعمل والأخذ بالأسباب وسلك السبل الشرعية للتغيير المنضبط , وهذه إرادة الله وعندما وجد الشعب أن لديه قدرة على التحرك والتغيير تحرك وغير. منطق الخوف هل هذا قلب للمقولات التي تؤكد أن هذه المنطقة مستعصية على التغيير؟ هذه المقولات كان يرددها ويسوقها أنصار الأنظمة الجامدة, ليستمر منطق الخوف وعدم التغيير, وهذا مضاد لسنة الله في الأرض , فالشعوب العربية شأنها مثل شأن الشعوب الأخرى لها تطلعاتها وآمالها, ولقد اثبت «الربيع العربي» أن الشعوب العربية أكثر وعيا ونضجا من غيرها بل وأكثر من الأنظمة التي تم تغييرها وأكثر فقها . وما مدى تأثير هذا التغيير على رجل الشارع الذي يريد الأمن والاستقرار والحياة المعيشية المعقولة ؟ رجل الشارع هو الذي تحرك وغير , بل أقول رجل الشارع البسيط تحرك واسقط سلسلة من النظم العاتية التي لم يخطر على بال احد أنها ستسقط بهذه السرعة. ولكن الحراك الشعبي سبق التنظير الفكري والجمود الفقهي؟ الحراك الفعلي في الشارع كان ثمرة ونتيجة الرأي الفقهي والتنظير الفكري, فكان استجابة والمهم أن يتم توظيف الحراك الشعبي بطريقة مناسبة. تقارب وتوازٍ أيهما كان اسبق في التحرك الحركة الشعبية في الشارع أم الحراك الفكري؟ بلا شك كان هناك حراك فكري وهو الذي استجاب له التحرك الشعبي, فهناك تواز وتقارب بين الاثنين, ولكن نقول أيضا وبكل تأكيد أن هناك بعض المفكرين والفقهاء تجاوزتهم الأحداث بشكل كبير, وكثير من الفقهاء والمفكرين أعادوا ترتيب أوراقهم من جديد على ضوء التغيرات التي وقعت. ولكن هناك من كانوا يقفون عقبة حتى فكرية أمام التغيير والآن أكثر من استفادوا؟ لا نريد أن نحجر على احد, وعلينا أن نقبل الرأي والرأي الآخر, والناس الآن يتحدثون عن الحرية وان تكون متاحة للكل, فلابد من أن تتسع صدورنا للجميع, ولا نقع في فخ الإقصاء والاستبعاد . من يرى أن بعض الفقهاء كان لديهم مقاومة للتغيير؟ الفقيه ينطلق من منطلقات شرعية, وموقفه يبنيه على اجتهاد علمي ينزل حكم الله على الواقع, ولابد أن تكون المنطلقات متجردة دون محاباة لأحد من البشر. المجامع الفقهية المجامع الفقهية أين دورها تجاه هذه التغييرات السريعة في المنطقة والمستحدثات التي أوجدها الواقع الجديد, هناك من يقول أن دور هذه المجامع غائب ؟ المجامع الفقهية لها دورها وانجازاتها الكبيرة جدا, وأدت وتؤدي دورا في تحديد الرأي الشرعي من قضايا النوازل في الطب والاقتصاد, ولا يجوز أن نغمط حق المجامع الفقهية وان نتجاهل انجازاتها, ولكن علينا أن نراعي البيئة التي تعمل فيها هذه المجامع, فهي كانت تعمل في ظل ظروف سياسية مختلفة, تؤثر بلا شك على طبيعة الموضوعات التي تناقشها المجمعات الفقهية وطريقة المعالجة. والى متى يستمر غياب المجامع الفقهية عن أحداث ومستحدثات قضايا «الربيع العربي»؟ من وجهة نظري أرى عدم الزج بالمجامع الفقهية أو إدخالها في هذه الجوانب الآن حتى لا تفرض عليها «أجندات سياسية» أو يتأثر دورها بما يحدث. إذا كنا ننأى بالمجامع الفقهية عن مناقشة هذه المستحدثات فمن يكون له الرأي الفقهي؟ - هذا الدور يقوم به الفقيه المستقل الذي يستطيع أن يشعر بنبض الشارع ويكون جزءا من الحراك الشعبي, ولا يكون مجرد مفتٍ لصحة هذا الحراك بل يكون في قلب الحراك. التحدي الأكبر افرز الواقع الجديد صعودا غير مسبوق للحركات والأحزاب السياسية وهناك من يراهن على هذا الصعود من وجهة نظرك ما هي ابرز التحديات التي تواجه هذه الحركات؟ - اعتقد أن التحدي الأكبر والبالغ الصعوبة يتمثل في الأنظمة العلمانية التي زرعت جذورا لها في عالمنا العربي والإسلامي خلال ستة عقود من الزمن, فسوف تتصارع هذه الجذور من اجل البقاء, وهذا ما نراه من إثارة البلبلة ومحاولات إحداث الفوضى والاضطرابات الأمنية, ومحاولات الالتفاف على الثورات وتجريدها من فكرها الناضج. هل لم تفهم الاتجاهات العلمانية الواقع الجديد وتتعامل معه؟ الاتجاهات العلمانية التي كانت متحالفة مع الأنظمة تدرك أنها الخاسر الأكبر من هذه التغييرات وأجواء الحرية, والدليل على ذلك ما نراه من نتائج الانتخابات, ولذلك تحاول هذه الاتجاهات إثارة البلبلة, فقد بدأت بمناحة علمانية تجاه نتائج الانتخابات التي أكدت التفوق الكبير للإسلاميين, وبدأت تهول وتخوف الناس من الإسلاميين, من أنهم سيأتون بطالبان ويستنسخون «ولاية الفقيه «, ويكررون تجربة السودان, والهدف إفساد الانتخابات وتسميم الأجواء السياسية. شق الصف الغرب الذي وجد الإسلاميين يقتربون أو يتسلمون السلطة في دول الربيع العربي هل سيتجانس مع هذا الواقع ويتعايش معه؟ الغرب يحاول شق الصف ويمايز بين الاتجاهات»معتدل ومتشدد»واللعب على الوتر الخلافي الذي يمكن أن يتكيف مع الأطروحات الغربية وهناك محاولات محمومة لإفساد العملية الديمقراطية, وإذا نظرنا إلى التجربة السودانية نجد أنها عانت كثيرا من هذه المحاولات, ولعب الغرب وقوى كبيرة في المنطقة دورا في إفساد التجربة, ولن تتوقف محاولات ومكائد الغرب وسوف يضرب بعصاه الغليظة على هذه الحركات الصاعدة لإخضاعها لمجموعة من التنازلات. هناك تخوف كبير من قيام الإسلاميين باحتكار السلطة بعد الوصول إليها؟ ليس صحيحا وهذه أقوال يرددها أعداء الديمقراطية ومن لا يريدون قبول خيار الشعب وفي إطار حملات التخويف من الإسلاميين, ودعنا نقرأ خطاب هذه الحركات التي أكدت رفضها هذه المقولات وأنها مع التعددية ولن تحتكر السلطة, وأنها تعمل بشكل توافقي مع الجميع وهي تتطلع للاصلاح وتدرك تماما ثقل الحمل والتحديات, فقد ورثت تركة ثقيلة مهترئة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتنمويا وحضاريا , مشكلات متراكمة وصعبة تتطلب الجهد الكثير والعمل المتواصل وتفعيل الدور الشعبي. التحول الطبيعي التساؤل عن «سر» تحول بعض السلفيين في بلاد الربيع العربي للعمل السياسي والمشاركة في العملية الديمقراطية التي كانوا يحرمونها حتى وقت قريب جدا؟ هذا تحول طبيعي من الجماعات السلفية ويدل على وعي ونضج الحركة السلفية بشكل عام, وإذا كان لها موقف مختلف من قبل وامتنعت عن المشاركة في الحراك السياسي سابقا فان هذا كان سببه ومرجعه أن البيئة السياسية لم تكن مهيأة للعمل, وكانت الديمقراطية مجرد أكذوبة يمارسها حزب واحد والباقي الذي يسمح به مجرد أحزاب ورقية ليس لها أي تأثير, ومن ثم فان الفترة الماضية لم يكن فيها عمل سياسي فعلي على ارض الواقع بل كانت هناك أنظمة سلطوية, ولما تغيرت الحالة السياسية وجاء واقع جديد وشعر الجميع بالتغيير الحقيقي رأت الحركة السلفية أن من حقها أن تعيد ترتيب أوراقها وان تشارك وتتقدم للشعوب وتعرف بنفسها وببرامجها الإصلاحية. ولكن مشاركة الجماعات السلفية في العمل السياسي لم تسبقها مراجعه لإرثها الفقهي ومنظومتها الفقهية التي تحرم الكثير من الأمور؟ المراجعة ليست فقط للمنظومة الفقهية بل للمشروع الإسلامي كله في ظل واقع جديد وظروف جديدة , فلابد من مراجعة كاملة للمشروع الإسلامي على مستوى الفرد والأسرة والحركة والأمة بأسرها في ظل هذا الواقع الجديد للخروج من عنق الزجاجة , ولا نريد مراجعة جزئية بل مراجعة شاملة , وانفتاحا على الشارع وإعادة ترتيب الأولويات. تجاوز الشكليات ولكن هناك من يتخوف من بعض الآراء الصادرة عن رموز سلفية في بعض الأقطار أليست هذه تخوفات مشروعة؟ المشكلة أن بعض رموز الحركة السلفية استدرجت إلى مطبات فقهية محدودة على حساب التحديات التنموية الكبيرة , واعتقد أن هذه «المطبات» تم تجاوزها لأنها كانت في بداية الانخراط السياسي , وصرنا الآن نقرا تصريحات أكثر وعيا ونضجا وفهما للواقع والتحديات المفروضة على الإسلاميين جميعا لا على السلفيين فقط البعض يرى أن اهتمام الحركة السلفية بالشكل أكثر من التركيز على التحديات..مصر نموذجا؟ اعتقد أن هذه الأمور تم تجاوزها والمدرسة السلفية في مصر تدرك الآن حجم التحديات, وبرامج الأحزاب السلفية قدمت حلولا لمشكلات المجتمع المصري, وهناك تعامل إيجابي واع وناضج مع الأحداث, وتم تجاوز الكثير من التفريعات الفقهية. هل وقع بعض السلفيين في فخ نصبه لهم علمانيون في طرح قضايا شائكة ؟ بعض الاتجاهات العلمانية تحاول أن تضيق الخناق أمام السلفيين وتزعم أنهم يدورون في دوائر مغلقة ومحدودة ومنها الزعم أنهم سيضربون الاقتصاد ويعطلون العمل في البورصة ويحرمون أعمالا معينة وهذه كلها أكاذيب وأفخاخ كانت الحركات السلفية متيقظة لها وتعاملت معها بوعي وحنكة, والأحزاب العلمانية تعلم تماما أن البساط سحب من تحت أقدامها والشعوب هي التي أسقطتها بعد 60عاما من العمل ولم تقدم شيئا بل تركت البلاد التي حكمتها حطاما وحولت الشعوب إلى قطيع. انتصار عاطفي كيف ترى إمكانية الاستفادة من التجارب الجاهزة وعلى وجه الخصوص التجربتان التركية والماليزية ؟ الاستفادة من أي تجربة ناجحة أمر مهم سواء كانت تركية أو ماليزية أو تجارب غربية ناجحة هو أمر مهم ولكن لكل دولة وكل شعب خصوصياته. البعض يقول إن اختيار الإسلاميين كان «عاطفيا» لا عن قناعات هل تعتقد ذلك؟ من يقول ذلك لا يوجد لديه دليل على صحة قوله, هل استند إلى قياسات صحيحة وعلمية لاتجاهات الرأي العام ودراسات ميدانية دقيقة, ولنفترض أن خيار الشعوب كان انحيازا للثقة في الأشخاص والأحزاب الإسلامية هذا دليل لصالح الإسلاميين لا ضدهم , معنى ذلك أن الشعب يقبل هؤلاء ويرضى بهم ويثق فيهم, ومقياسا للثقة والنوايا الشخصية وحسن الأداء والتفاعل مع قضايا الجماهير وتعبيرا عن عدم الثقة بأصحاب الاتجاهات الأخرى ولا ببرامجهم . قضايا هامشية هل تعتقد أن السلفيين في بلاد الربيع العربي يمكن أن يتم استدراجهم لقضايا ومعارك هامشية على حساب قضايا التنمية؟ لقد حاول أصحاب الاتجاهات الأخرى ذلك وفشلوا, واعتقد أن السلفيين سيكونون أكثر من غيرهم وعيا بتطلعات الشعوب, ولن يستدرجوا لقضايا فرعية أو هامشية على حساب قضايا الشعوب . ولكن على الجانب الآخر هناك اختلافات داخل الصف الإسلامي وخاصة بين الإخوان والسلفيين؟ الخلافات موجودة ولا أحد يستطيع أن ينكرها بل التعددية في الحالة الإسلامية ظاهرة صحية, ومن قبل كانت الأجهزة الأمنية في النظم تضرب الإسلاميين يبعضهم البعض بل كانت تضرب السلفيين ببعضهم, ومن ثم يجب أن يكون الإسلاميون إخوانا وسلفيين يدا واحدة لتحقيق آمال الشعوب التي جاءت بهم عبر صناديق الانتخابات , فلم ينجح ضرب أو تهميش الإخوان وكذلك السلفيين وفي أجواء الحرية ظهر ذلك. إعادة الترتيب هل تعتقد أن البيت السلفي في حاجة إلى ترتيب في الدول التي حدث فيها «الربيع العربي»؟ البيت السلفي فعلا كان في اشد الحاجة إلى ترتيب في هذه البلاد , وكان لابد من اتخاذ قرارات تجاه التغييرات التي وقعت في هذه البلاد, وذلك بأن يدخل السلفيون بوعي وإدراك وهدوء وبطريقة مدروسة في العملية السياسية, ولا يتباطأون ولا يتعجلون وان يكونوا أكثر وعيا بمتطلبات المرحلة والظروف المحيطة. هناك من ينظر إلى السلفيين على أنهم طلاب علم شرعي وعاظ ودعاة ولا دخل لهم بالسياسة؟ لقد كذب الواقع هذه الادعاءات واثبت التيار السلفي انه ليس مجموعة شيوخ ووعاظ وخطباء بسطاء وسذج كما يدعي البعض بل هم علماء وخبراء ناضجون يتفاعلون مع الجماهير واستطاعوا كسب ثقتهم وودهم والتصويت لهم, ورأينا في المليونيات التي دعا لها التيار السفلي والموقف من التعديلات الدستورية في مصر, وثبت أن رموزه يملكون مواهب وقدرات على الحشد وخطابا إعلاميا مرنا وواضحا. التخوف الآن من التناحر بين الإسلاميين؟ اعتقد أن الجميع سيكون على مستوى المسؤولية , فالخلاف طبيعي وموجود ومسلم به وسيبقى ولكن لابد من وضع الخلافات في وضعها الطبيعي لا نهول منه ولا نضخمه , وان ندير الخلافات بيننا بطريقة راشدة واعية ونعزز جوانب القوة والقواسم المشتركة ونعالج الخلافات بشكل صحيح فالقضية ليست أن يكسب السلفيون مقعدا أو اثنين في الانتخابات إنما كيف نعزز الهوية الإسلامية في ظل الصراع الدائر الآن بين المشروعين الإسلامي والتغريبي. دور غائب أين دور المنظمات الإقليمية العربية والإسلامية مما يحدث في بعض الدول العربية؟ - لست متفائلا بقيام هذه المنظمات باي دور , فمنظمة التعاون الإسلامي غائبة تماما عن الأحداث والتحولات التاريخية, والجامعة العربية لم نسمع عن تحركات لها إلا في أحداث سوريا وهو تحرك مشوب بالمجاملة السياسية وبتأثير الثورات العربية. هناك من يقول أن الفترة الطويلة التي قضتها الأنظمة التي عصف بها «الربيع العربي» قضت على وجود قيادات في هذه البلاد مما يجعل وجود قيادات يلتف حولها الناس أمرا صعبا ؟ هذا صحيح ولكن في المقابل وجدنا رجل الشارع أكثر وعيا وإدراكا وحمية على دينه ووطنه من أكثر هذه القيادات, وكان أكثر قدرة على العطاء والتضحية , بل اكتشفنا السقوط الكبير لمجموعة من النخب المثقفة التي كانت تملأ الدنيا ضجيجا وصخبا . قيادة الشباب كان منظور الكثير من الدعاة بل المفكرين نحو الشباب متدنيا فاعتبروهم مجموعة من البسطاء غير الجادين فإذا بهم يقودون التغيير كيف تفسر ذلك؟ هذا صحيح فقد كانت النظرة إلى الشباب أنهم مجموعة من البسطاء الذين يلهيهم الغناء والرقص والفيس بوك وتبين أنهم الأبطال الذين قادوا دفة التغيير وتحريك الشعوب, واثبتوا أنهم قادرون على الأفعال الكبيرة لقد ظلمنا الشباب وغبطناهم حقهم وعلينا أن نعترف بالتقصير في حقهم. بعد «الربيع العربي» واستيعاب طاقات الشباب هل تعتقد أن التشدد والتطرف قد ينتقل إلى آخرين من أصحاب المذاهب الأخرى غير السنية؟ المنظمات الصفوية في العراق مارست أعمالا شنيعة فمارست القتل على الدين والمذهب والهوية وقامت بأعمال مصادرة وتصفيات, واعتقد سوف يزداد تطرفها بعد خروج القوات الأمريكية من العراق فهم يريدون عراقا صفويا لا عروبيا إسلاميا.