يبدو أن الشعب السوري لا يفهم رئيسه الأسد، أو أن هناك عدم فهم مشترك بين القيادة السورية والشعب السوري. فبينما يؤكد الرئيس السوري بشار الأسد أن هدفه الأول هو القضاء على الإرهاب ثم البدء في الاصلاحات فإن غالبية الشعب السوري لا تصدق هذه الوعود التي يقولون إنهم سمعوها منذ تولى الأسد الابن رئاسة سوريا. وهم لم يعودوا يثقون بالتصريحات ولا بالنوايا خاصة وأنهم يفسرون هدفه الأول بالقضاء على الإرهاب أولاً بأنه يعني القضاء على المعارضة .. وهو ما يعني القضاء على الشعب السوري .. أولاً. يقول الأستاذ غسان تويني في مؤلفه (حوار مع الاستبداد): «لو كنا في مسرحية شكسبيرية، لقلنا إن شيئاً واحداً لم يكن يتوقعه ولا يتمناه صدام هو إن ينعي ولديه .. وأن تقول الابنة التي قتل زوجها بعدما دعاه إلى العودة وأعطاه الأمان: «والدي كان طيباً وحنوناً» . . . «كان طيباً معنا»قالت؟ إنما ماذا عن عشرات، بل مئات الألوف الذين غصَّت بجثثهم المقابر الجماعية؟ . . . هل كان معهم طيباً وحنوناً؟ لم يكن الشعب العراقي في حاجة إلى طيبة صدام .. ولكنهم كانوا في حاجة إلى عدالته ..وإنصافه ..وتحقيق أمنياتهم نحو الحرية. وهذا هو حال الشعب السوري وبعض الشعوب العربية اليوم . . . هي تموت حتى تُطلق شرارة الحرية. لكن الحرية لا تأتي بالوعود وحسن النوايا وحدها. فطريق الحروب مفروشة بالنوايا الطيبة.