تجمع مئات التونسيين صباح أمس السبت وسط العاصمة تونس؛ للمطالبة «بالحرية والكرامة» في الذكرى الاولى للثورة التي أدت الى فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011. الى ذلك أعلنت وزارة العدل في بيان ان السلطات التونسية قررت منح حوالى 9000 سجين بالعفو الخاص والسراح الشرطي بمناسبة الذكرى الاولى للثورة التونسية. وقالت الوزارة في بيان ان العفو تقرر بمناسبة الاحتفال بالذكرى الاولى لثورة الحرية والكرامة «وتحقيقا لمبادئها واهدافها». ومنح 3868 سجينا عفوا خاصا، في حين شمل السراح الشرطي 4976 سجينا. وطال القراران أطفالا وشبانًا تحت العشرين من العمر والبالغين ستين عاما والمرضى الذين يشتكون من مرض عضال او عاهات خطيرة حسب البيان. واضاف المصدر ان 122 سجينا صدرت بحقهم احكام بالاعدام تم خفض عقوبتهم الى السجن بقية الحياة. كما شمل العفو عددا من مواطني دول وصفت ب»الشقيقة والصديقة» من دون اعطاء مزيد من التفاصيل حول جنسية المفرج عنهم. ورفع المتظاهرون امام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي الذي شهد قبل عام اكبر الاحتجاجات لافتات كتب عليها «شغل حرية كرامة وطنية» و»اوفياء لدماء الشهداء» و»ثورة الاحرار من اجل استكمال مهام الثورة» و»التشغيل استحقاق يا عصابة النفاق». وقال منصور براهم (50 عاما) «نحن هنا للتاكيد على ضرورة عدم تفويت الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي دعت لها الثورة الكرامة والحرية». ورأى سالم الزيتوني (33 عاما) ان «التونسيين قاموا بالثورة ضد الديكتاتورية من اجل حياة كريمة وليس بدافع مساعدة بعض الانتهازيين لتحقيق اهدافهم السياسية». وردد المتظاهرون الذين ارتدوا لباسا احمر وابيض لون العلم التونسي شعارات تطالب «بالاعتراف بالشهداء». كما رفع المتظاهرون لافتة كبيرة تتوسطها خريطة تونس محاطة باسماء شهداء الثورة التونسية وعلى راس القائمة محمد البوعزيزي البائع المتجول الذي اقدم في 17 ديسمبر على احراق نفسه امام مقر الولاية في سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية احتجاجا على مصادرة بضاعته واهانته ومنعه من ايصال شكواه الى المسؤولين في المنطقة. وتوفي البوعزيزي في 4 يناير 2011 متأثرا بجروحه. واشعلت حركته اليائسة ثورة شعبية لا سابق لها اطاحت في 14 يناير الماضي بنظام بن علي واشعلت فتيل الربيع العربي الذي اطاح باربعة من القادة العرب حتى الان. وسقط اكثر من 300 تونسي في الثورة خلال شهري ديسمبر 2010 و يناير 2011. واكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي مساء الجمعة خلال لقائه باهالي الشهداء في قصر قرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس ان «جرحى وشهداء الثورة لم ينالوا الاعتراف اللائق بهم».