نعم إنه شبح الاختبارات، إنها ممارساتنا الخاطئة تجاه أبنائنا وبناتنا، فترة الاختبارات نعم نحن من صنعنا ذلك الشبح المخيف، فبدلاً من أن نهيئ الجو المناسب لهم ضاعفنا من خوفهم وزدنا من ارتباكهم.. ليس نحن وحسب بل تتحمل مدارسنا جزءاً من ذلك الأمر، فهي تعد المحور الأساسي في تهيئة أبنائنا نفسياً وذلك عبر المعلمين داخل الفصول وعبر إذاعة طابور الصباح، ومحاولة زرع الثقة في نفوس أبنائنا.. كلمات رنانة رتيبة نسمعها دائماً «احذر.. اختبارات الوزارة»، «انتبه الأسئلة صعبة»، «الأسئلة معقدة»، «اجتهد فأنت في نهاية المطاف»، «المجموع»، «اختبار القدرات»، «هذه الاختبارات ومستواك هي ما سيحدد مستقبلك»، «لا تخرج من المنزل» و»اقفل جوالك»، «أعانك الله على هذا الحمل الثقيل»، «يا الله.. متى يأتي آخر يوم في الاختبارات»، «اختبار الإنجليزي كارثة». كل هذه العبارات وغيرها مما ينفي المداد دون تسطيره هي ما تلوكه ألسنة الناس هذه الأيام من طلاب ومعلمين وآباء وأمهات وإخوان، بل كل من يسير في الشارع. لقد أصبحت الاختبارات كابوساً وهاجساً مرعباً يُهدِّد أمن واستقرار الطالب، فلا يشغل تفكيره لوحده؛ بل كل بيت فيه طالب وطالبة فلابد وأن تجده قد أعلن حالة الطوارئ القصوى. فلزوم حبس الطالب في غرفته ومنعه من مزاولة بعض من رياضته المحببة أو استخدام بعض من ممارساتها الخاصة من ألعاب وغيرها تنعكس سلبياً على نفسيته وفهمه للمادة.. وأيضاً هنالك بعض الممارسات الخاطئة من الطلاب أنفسهم كالسهر طول الليل وشرب المنبهات كالشاي أو القهوة بداعي مساعدته على السهر والحضور إلى الاختبار دون نوم تعد من الظواهر السيئة التي بدورها تضعف من ذاكرة الطالب وتدعو إلى التشتت وعدم الانتباه، وبالتالي القصور في الاختبارات. إذاً نحاول أن نجد أرضاً صلبة وقاعدة أساسية نتخذها مع أبنائنا لاجتياز هذا الكابوس، فلنهيأ أبناءنا نفسياً ونحاول أن نجنبهم -بقدر المستطاع- السهر، وننظم أوقاتهم، ولا نحجب عنهم أو نمنعهم من ممارسة بعض من ألعابهم أو هواياتهم فتنشيط الجسم والحركة تساعد على الاستيعاب والاستذكار. هاني إبراهيم مظهر - المدينة المنورة