يشهد العالم اليوم نقصاً حاداً في الكوادر الطبية المؤهلة، ويزداد الأمر حدة عندما يكون في التخصصات النادرة والتي تم تناول معظمها في مقال الأسبوع الماضي. الكنديون رفعوا الرسوم على القبول في تخصصات الطب والعلوم الطبية من 38 ألف دولار في العام إلى سبعين ألف دولار، ورغبة منهم في توطين الوظائف الطبية فإن القبول من خارج كندا أصبح للمهاجرين الراغبين في الإقامة الدائمة وفي نظرهم أتهم أحق وأولى في القبول من الخليجيين أو غيرهم ولهذا فالفرص أصبحت أكثر ضيقاً عما قبل، بلادنا في حاجة ماسة على خطة إستراتيجية واضحة في هذا الاتجاه فلا يمكن الاعتماد إلا على سواعد أبنائنا وبناتنا كما إن 20% من المجتمع تقريباً في سن 60 وأكثر فماذا أعددنا لهم، أول التفاتة على المستوى المدني استحداث جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر الخيرية بمنطقة مكةالمكرمة، والزهايمر واحد من خمسة أمراض شائعة في الشيخوخة، تلا ذلك إنشاء الجمعية الخيرية للزهايمر بالرياض وحظيت بدعم مقداره 25 مليون ريال من الأمير سلطان يرحمه الله، وفي هذا السياق فإن الزميل الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في رسالته المقتضبة بالتعريف بالزهايمر خرف الشيخوخة المبكر يقول (والمشكلة مع الزهايمر تكمن في أربع: غموضه، الاعتراف به، تقدير حجمه، الإفصاح عنه، ولو تمكنت الجمعية الوليدة أن تنجح في التعريف به في أوساط المجتمع وتوضيح أعراضه، وجلاء غموضه، وأن تدافع عن تخصيص عيادات خاصة بأمراض الشيخوخة والمسنين، وهو من بينها (كالجلطات والباركنسون) وأن تكون تلك الأمراض من التخصصات الطبية الدقيقة التي يبتعث لها.. إلخ)، انتهى. وإذا تمكن المجتمع المدني من إقامة دور لرعاية المسنين كما هو الحال في كافة الدول المتقدمة ويتم الاتفاق عليها من قبل المريض نفسه من خلال وثيقة التأمين أو من خلال الدعم الإنساني لهذه الدور أو المنح العلاجية والأوقاف، أقول لو ساد هذا الوعي بين مجتمعنا ولو علم الناس أن الشيخوخة قادمة لهم لا محالة ما لم يحظ باختطاف القدر له قبل أن يدخل مرحلة الشيخوخة، فإن الكوادر لابد لها من إعداد مبكر وبفروعها الشاملة لخدمة طب الشيخوخة. لقد أخبرني السيد عبدالله فدعق رئيس جمعية أصدقاء مرضى الزهايمر بأنه تم إيجاد منزل لرعاية مرضى الزهايمر والحالات التي تستوجب مزيداً من الرعاية فقد تم الاتفاق مع مؤسسة الرعاية المنزلية التي ترأس مجلس إدارتها الأميرة عادلة بنت عبدالله لتقديم ما يمكن تقديمه لهم، وإن كانت الأعداد في تزايد مستمر، وفي هذا السياق فقد التقيت في مركز الملك فهد الثقافي في ملتقى المثقفين سمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي والمعروف بفكره الثاقب وإخلاصه ووجدت لديه مشروعاً يستهدف الاستفادة من طاقات وخبرات المتقاعدين وقام بتوفير مكتب لهم لتيسير مهامهم، ونظراً لأهمية هذا الأمر وهو إعطاء الأمل لهذه الكوادر ذات الخبرات المتراكمة فسوف ألقي الضوء على هذا البرنامج في أعقاب زيارتي القادمة على الرياض في نهاية يناير. (إضاءة): المرضى وكبار السن في ذمة الأصحاء وعلى الجميع رعاية الذمم. فاكس: 026980564