قبل أن يُلقي الصديق صالح الشيحي ذلك الحجر في بحيرة المثقفين أو بالأصحّ أشباههم تلك البحيرة الرّاكدة وذلك من خلال قوله : ( ما كان يحدث في بهو ملتقى المثقفين عارٌ وخزي على الثقافة ، آمنت أنّ مشروع التنوير الثقافي المزعوم في السعودية يدور حول المرأة)! - كنّا وبعض الأصدقاء نتناقش حول : مفهوم الثقافة ومن هو المثقّف في مجتمعنا السعودي ؟! - هل هو صاحب الشهادة الأكاديمية مثلاً ؟! أمْ صاحب الزاوية في هذا المنبر أو ذاك ؟! أم من سبق له وأن جلس في احد معارض الكتاب ليوقّع مؤلفاً خاصّاً به ؟! بغضّ النظر عن قيمة ذلك المؤلف ، وهل هناك مثقفون من رجال الدّين أم لا ؟! - إذا كانت الإجابة : نعم .. لماذا ارتبط مفهوم الثقافة لدينا بالتنويريين فقط ؟! كم مثقفاً لدينا ؟! عشرة ..عشرون ..ألف ..ألفان أكثر أقلّ ؟! - وهل هناك أصلاً من يقول عن نفسه بأنّهُ غير مثقّف ؟! كل هذه التساؤلات - كنت أقرأ إجاباتها وأنا أتأمّل دوائر حجر الشيحي المُلقَى في تلك البحيرة المزعومة ، دوائر تجاوزت حدود البحيرة نفسها ! من تمريرةٍ واحدة انتقل زميلنا من ضفّة إلى ضفّة - وأظنّه كان قادراً على العودة إلى ضفّته السابقة وهو يضحك بتمريرةٍ أخرى لو لم يتطوّر الأمر ! ولذلك لم يفُت الشيحي في البداية أن يترك باب جملته موارباً ! (بيني وبينكم ) وسَط ثقافي واجتماعي مهزوز مهزوز إلى درجةٍ مأساويّة تُثير الشفقة ! و كلّنا تابعنا ما حدث في حلقة ياهلا على روتانا خليجيّة في اللقاء الذي جمع الشيحي وعبده خال وكتيبة المتصلين - ضجّة وأصوات مرتفعة وصدام مؤذٍ وحوار في أغلب أغلبه يفتقد لأبسط مفاهيم الحوار للأسف ! هذا ما حدث في ذلك اللقاء ، أمّا في الشارع سواء الافتراضي أو الحقيقي فنحنُ أمام جدل تيّارات مؤذٍ ومُشوّه للمشهد غير الجميل أصلاً !فزميلنا الشيحي تحوّل إلى ( سوط ) تيّار يجلد به تيّاراً آخر ! - على هامش المشهد أسأل أسئلةً مفتوحة على كل الشوارع : أوّلاً : من يُثبت لنا بأنّ كل من كانوا في ملتقى المثقفين هم مثقفو هذا البلد فعلا ؟! ثانياً : لماذا تجرّدَ التيار المحافظ من رداء الثقافة ؟! - وذلك من خلال التأييد شبه التّام للتهمة التي لمّحَ إليها الشيحي ؟! - فالأخوة من ذلك التيّار إمّا أن يكونوا خارج ذلك الإطار في هذه الحالة سنبحث عن صفةٍ أخرى لهم وإمّا أن يكونوا كذلك فيتورّطوا بالتّهمة ! هل لاحظتم بأنّ الثقافة صارت شُبهَة ؟! - ( منّك لله يالشيحي )! خاتمة القول : لدي قناعة بلغت إلى درجة الإيمان بأنّ كل تيّار لدينا لا هدف لهُ إلاّ التشفّي بالتيّار المخالف - وذلك من خلال تضخيم أيّ هفوة مهما كانت صغيرة أو استغلال أيّ رأي حتّى لو كان بسيطاً - ليصنع من الحبّة قبّةً .. وضعوا تغريدة الزميل الشيحي في نفس كفّة ( حزمة النعناع ) لو لم يتمّ تضخيم الأمر أكثر من اللازم واحكموا ! ، لهذا السبب للأسف كلّ التيارات لدينا لم " تنتِج شيئاً وَ لَمْ تَشِ بِنَتاج " إذ لم تحقّق لهذا الوطن ومواطنيه إلاّ كميّةً فوق طاقته من الضّجيج وتنّور إثارةٍ لا يخمُد ، هذا التّنُّور لا حطب له إلاّ ( المواطن البسيط) - وكفى .