نشر منذ ايام أن الفاتيكان أعترف رسميا بأن الإسلام هو الديانة الأكثر انتشارا في العالم،و أنه تجاوز «المسيحية» بأكثر من ثلاثة ملايين منذ ما يقرب من عام تقريبا. وأرجع الفاتيكان ذلك لاعتناق عدد كبير من الغربيين للإسلام رغم حملة التشويه التي تشن عليه في الغرب. وقال الفاتيكان في بيان:إن عدد المسلمين في العالم تجاوز مليار و ثلاثة ملايين و اثنين و عشرين ألف مسلم في العالم (1.322.000.000)،ليتجاوز بذلك عدد «المسيحيين» بأكثر من ثلاثة ملايين. وأضاف البيان إن الفاتيكان يقر أن الإسلام بات الديانة الأولى الأكثر انتشارا في جميع أنحاء المعمورة،حيث أن 19 في المائة من سكان العالم مسلمون،مقابل 17.5 في المائة من «المسيحيين». وأشار الفاتيكان إلى الإقبال المنقطع النظير من جانب مواطنين غربيين «مسيحيين» و يهود و ديانات و معتقدات أخرى على اعتناق الدين الإسلامي خلال السنوات الأخيرة الماضية،رغم حملة التشويه التي تقودها ضده جهات معادية للمسلمين،و الأموال الطائلة التي تنفق على حملات التنصير. من جهة أخرى، خرج الآلاف في مسيرات ومظاهرات في العديد من المدن الايطالية احتجاجا على العنصرية تجاه المسلمين. وكانت أكبر مظاهرة في فلورنسا حيث احتشد أكثر من سبعة آلاف شخص في ميدان سانتا ماريا نوفيلا وسط المدينة. بينما رفعت صور ضحيتي هجوم الثلاثاء الماضي سامب مودو (40 عاما) وديوب مور (54 عاما) وهما بائعان جائلان. أطلق جيانلوكا كاسيري النار علىهما هكذا بدون سبب !! فأرداهما قتيلين في حادثي إطلاق نار عشوائي وقعا في سوقين تقع إحداهما في منطقة وسط فلورنسا والأخرى بالقرب من المنطقة ، وجرت مظاهرات أصغر في ميلانو وروما وبولونيا وفيرونا. هنا لا بد من استعادة اسباب هذا العداء للمسلمين في المجتمعات الأمريكية والأوربية أذ لا يمكن تجاهل الدور الذي أحدثته أحداث الحادي عشر من سبتمبر في أميركا والعمليات التي تمت بعد ذلك في بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وأسبانيا في تأجيج مشاعر الكراهية ضد ألمسلمين والتي وصلت في أسوأ حالاتها إلى مهاجمة المساجد وحالات القتل القائمة على الكراهية ورفض الآخر . والدور المهم الذي يسعى خلفه برنارد لويس, الكاره للوجود الأسلامي بعنف إذ يعد في الولاياتالمتحدة أحد أهم المثقفين الذين تركوا وما زالوا أثرا كبيرا على كيف ينظر الغرب للمسلمين، وقد برز برنارد لويس بشكل كبير في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) واسهم بالدور الأبرز في توفير المقولات الأيديولوجية التي دفعت الرئيس بوش للتهور في الشرق الأوسط عندما قام بغزو أفغانستان والعراق بشكل أفضى إلى تقويض موازين القوى في الخليج لمصلحة إيران. وكانت آراؤه حادة! إذ استنفرت القيادات الغربية ودفعتها لرؤية ما يقال انه ( الإسلام السياسي) . وموقف برنارد لويس من العرب والمسلمين معروف ، إذ قال عنهم في مقابلة مع إحدى وكالات الإعلام بتاريخ 20 أيار (مايو) عام 2005 ما نصه: «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون ففوضويون لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسيفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر ألحضارات وتقوِّض المجتمعات ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم وباستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان. إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، وإما ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقوم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية دون مجاملة ولا لين ولا هوادة ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، لذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها». و لاننسي أنه عندما حاولت إدارة الرئيس بوش حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في أنابوليس في نهاية عام 2007، قال برنارد لويس في مقال له نشر في صحيفة يمينية هي «وول ستريت جورنال»: «يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت، غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني، وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل». ويحظى برنارد لويس بتقدير عال من قبل اليمين الإسرائيلي والأمريكي وبخاصة المحافظين الجدد الذين وضعوا كثيرا من أفكار الرجل موضع التنفيذ. وفي حفل تكريمي لبرنارد لويس أقيم في تل أبيب ألقى بول وولفوتز، الذي شغل منصب نائب وزير الدفاع إبان الحرب على العراق والذي يعد من أهم منظري المحافظين الجدد، كلمة عبر الفيديو أشاد فيها ببرنارد لويس، وقال عنه::(وضع برنارد لويس بعبقرية علاقات وقضايا الشرق الأوسط في سياقها الأوسع بتفكيره الموضوعي والأصيل المستقل. لقد علمنا برنارد لويس كيف نفهم التاريخ المهم والمعقد، وكيف نستعمله كدليل ومرشد لنا فيما يتعلق بإلى أين نذهب في المرحلة المقبلة لبناء عالم أفضل للأجيال القادمة) ** السؤال الان وبعد هزائم الولاياتالمتحدة المتتابعة في العراق وخروجهم يجرون اذيال الخيبة والمرارة ، ووضعهم في افغانستان مخزٍ ومذل مما دفعهم مؤخرا للاعتراف بقوة حركة طالبات التي كانوا يستهزئون بها ومعهم أمثالهم من بعض الكتاب هنا وفي معظم المجتمعات العربية المخدوعين في تلك الفترة بقوة الآلة العسكرية لأمريكا . بيت القصيد هنا أن الاسلام الذي حاربوه ولايزالون وكبيرهم برنارد لويس ، قد زاد انتشاره باعتراف الفاتيكان !! * الحمد لله الذي يعز من يعز دينه ويخذل من يخذله . أكاديمية وكاتبة [email protected]