كشفت ملفات سرية بريطانية أذنت بنشرها دائرة المحفوظات الوطنية في لندن، أمس، أن الرئيس المصري حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في فبراير الماضي، جرى تقييمه من قبل مسؤولي وزارة الخارجية البريطانية على أنه «خالٍ من الفساد» قبل مجيئه إلى السلطة عام .1980 وقالت صحيفة «ديلي تليغراف» نقلاً عن الملفات، إن مسؤولين في الحكومة البريطانية أبلغلوا رئيسة الوزراء وقتها مارغريت تاتشر، بأن مبارك «كان الرجل القادم، لكنه لا يميل إلى التفكير والتأمل»، وذلك قبل قيامه بزيارة إلى إنجلترا، كما حذروها خلال زيارة رسمية له إلى بريطانيا عام 1981 من ألا تأتي على ذكر عائلة زوجته الويلزية ما لم يحضرها معه. وأضافت أن مذكرة أعدتها وزارة الخارجية البريطانية لتاتشر وصفت مبارك بأنه «لا يميل إلى التفكير، لكنه ودي ومرح مكّنته رحلاته المتكررة إلى الخارج من لقاء الكثير من رجال الدولة على الساحة العالمية، وجعلته سياسياً منجزاً وخبيراً، على الرغم من أنه ليس عميق التفكير ويعبّر عن وجهات نظر تبسيطية». ونسبت الصحيفة إلى المذكرة قولها، إن «المظهر الخارجي الأنيس لمبارك يخفي درجة من القسوة، لأنه يبدو من المرجح أنه سيخوض مواجهات سياسية ناجحة للحفاظ على منصبه، بعد أن تمكن من الإطاحة بجميع الشخصيات الأخرى البارزة في الحكومة أو القوات المسلحة، ومع ذلك فإن سمعته خالية من أي فساد أو تلوث من الممارسات الخاطئة، ولا يُعتقد أنه لديه الكثير من الأعداء». وأضافت مذكرة وزارة الخارجية البريطانية المدوّنة عام 1981 أن مبارك «يتحدث اللغة الروسية واللغة الإنجليزية، كما يتحدث طفلاه وزوجته سوزان اللغة الإنجليزية أيضاً، ويشكلون عائلة جذّابة تتمتع بمعيشة جيدة ورفقة جيدة، كما أن والدة سوزان مبارك التي توفيت لاحقاً كانت من ويلز، لكن قرابتها البريطانية لا ينبغي الإشارة إليها ما لم تذكرها عائلة مبارك نفسها».