طفل صغير ، من ذوي الاحتياجات الخاصة ، في هذه الأيام كثيراً ما يخطر على بالي، لأنني أعيش في حالة من الصراع الداخلي، حائرة،بين أن أُكمل مشاركتي تقديم برنامج متعلق بذوي الاحتياجات الخاصة أو أعتذر،، فأنا من جهة أرغب في الاستمرار ، لأن في نيتي رسالة سامية تشترك مع الهدف من البرنامج (كوني منهم)،،مفادها أن الإعاقة ليست عائقا، ومن جهة أخرى لازالت تقيدني حساسيتي من تفاصيل معينة ، و كلما فكرت في الاعتذار من القائمين على البرنامج،أتخيل مشهداً قد يتكرر في أكثر من بيت،، فربما تابعني شخص اَسَرتهُ حساسيته من إعاقته يتحرر بعد أن يرانا أنا وزملائي في هذا العمل فتصيبه الغبطة و يعود ليعيد تدوير عجلة حياته ،،ومشهد آخر لأب أو أم خوفهم على من هو من ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم أجبرهم على أن يأسروهم داخل سجن في هذه الحياة،فيستفيقون برؤيتهم لنا على الشاشة ويسرعون بتصحيح ذلك بالشكل المناسب،، لماذا عبد الله بالذات؟؟! لأنني أحبه،،ولأنني كلما أراه أحمد الله على نعمه علّي ،فأنا قادرة أن أوصل إحساسي ، أن أنطق برغباتي، أن أقبل ، و أن أرفض، مستمتعة بكل شيء حولي ،وأعتمد على نفسي في كثير من الأشياء، أما هو فلا يملك سوى الصراخ وتحريك رأسه بشكل عشوائي، يجعلك لا تميز ما يحاول إيصاله لك،هذا هو حال عبد الله الذي دون أن يدري جعلني بعجزه ووسامته التي أنهكها التعب،، اُطَلِقَ حيرتي في الاستمرار من عدمه و اخترت الاستمرار ،، وما علاقتك أنت بعبد الله؟!،، هذا هو بيت القصيد،،دعني أخبرك بحقيقة تقول: إنه في حياة كل منا (عبد الله) ،مع تباين الصور،، فربما أحد من أفراد ،أسرتك،أقربائك،جيرانك،أصدقائك،زملائك في العمل،و لو اصررت أنك لم تقابل نموذجاً لعبد الله فلأنك وصلت إلى هذا السطر في مقالي هذا يعني أنني نجحت في تعريفك على (عبد الله) نفسه الذي لقنني درسا لن أنساه ،ومن إحدى خُلاصات هذا الدرس قدرتي على الابتسام الذي بأمر الله سيذلل كل صعب يواجهنني ،، والباقي عليك كي تتعلم منه أنك بخير ،و إن كنت تعاني من شيء ما فعلى الأقل تمكنت من القراءة ،و لأنك بخير اسمح لي أن أسألك ماذا فعلت في حياتك؟؟ بعد أن قلت»الحمد لله الذي عافاني مما اِبتُلِي به غيري»،،ماذا عن اليوم ؟؟وماذا تنوي فعله لغد؟؟ شذى الحربي-جدة