خلال العقود المنصرمة واجهت التنظيمات الإسلامية في بعض دول العالم العربي كثيرا من التضييق من الحكومات مما اضطر الكثيرين منهم للهجرة إلى دول العالم المختلفة ، ، وها هي اليوم تظهر من جديد في خضم الاحداث التي وقعت في العالم العربي ، ففي المغرب فاز حزب العدالة والتنمية الإسلامي ، وفي تونس تمكن حزب النهضة الإسلامي من اكتساح صناديق الانتخابات ، وفي ليبيا تكاد الصورة نفسها تتكرر ، وأخيرا وليس آخرا نجح حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمون وحزب النور المرتبط بالجماعة السلفية في مصر من الفوز بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية عبر صناديق الانتخابات الحرة والنزيهة وبشهادة كل دول العالم ومؤسساته ، وهذه النتائج وبدون شك تشيع الفرحة في قلوب الإسلاميين في كل بلاد العالم لأنها أمنية طالما عاشوا يدندنون عليها ويحلمون بها ، ولعل الله يوفقهم للقيام بالمسئولية كما يرضي ربهم ويريح ضمائرهم وشعوبهم التي انتخبتهم دون ضغوط أو مغريات أو دعايات مضللة ..!! ولكن هل يكفي مجرد تحقيق هذه النتائج والفرحة بها وإقامة المهرجانات ابتهاجا بها لإقامة الحكم الإسلامي أو امتلاك زمام الأمور بجدارة والنجاح في تحقيق مطالب الشعوب والارتقاء بالمجتمعات نحو الأفضل ، مع تطبيق العدالة والديمقراطية كما يجب وبما يوفر لكل مواطن احتياجاته الأساسية ناهيك عن الكماليات ، فالمواطن العربي في تلك الدول عاش عقودا طوالا ذاق فيها الأمرين من الفقر والجهل والمرض والتخلف في كل المجالات نتيجة الحكومات الباغية البائدة ، وهذا هو الاختبار الأصعب ، لأن ما عاناه الإسلاميون في سجون الحكام الطغاة كان ودون شك صعبا ومرارته لا تنسيها الأيام ، لكن المرحلة التي بدأت من داخل صناديق الانتخابات ستكون هي الاختبار الأصعب ، فهل سينجح الإسلاميون في هذا الاختبار ، وهل سيوفقون في سد أي ثغرة للتشكيك فيهم منهجا وفكرا وسلوكا ، وهل ستتاح لهم الفرصة لإسكات أي مقولات تحاول تشويههم عبر تاريخهم الحركي وحتى هذه اللحظة ، وهل سيجد المعارضون لهم والرافضون لفكرهم أنفسهم خارج التاريخ وأنه لم يعد لديهم أي مساحة لتكرار مقولاتهم التي طالما رددوها ، إنه اختبار ليس يسيرا وسيكون الأصعب في تاريخهم والله أعلم ، ومن حقهم على كل المسلمين المخلصين لدينهم أن يتمنوا لهم التوفيق والسداد لما فيه خير البلاد والعباد وأن يستفيدوا من الدروس والتجارب الواقعية في دول أخرى كتركيا وماليزيا!!