كتب الكثير من الكتّاب عن الفساد الذي تفشّى في بعض مؤسساتنا، وأصبح آفة تنخر في عظامنا وتستنفد ثرواتنا، كما استنفد من قِبل اقتصاديات العديد من الدول، والفساد بشكل عام يتمثل في حالات انتهاك مبدأ النزاهة.. وتتصدى العديد من الدول والمنظمات الدولية لتلك الظاهرة وتحاول اقتلاعها من جذورها قبل أن تمثل واقعًا وجزءًا من حاضرنا ومستقبلنا. في عام 1993م تأسست منظمة للشفافية الدولية “Transparency international” تحت مسمى الاتحاد العالمي ضد الفساد (The global Coalition against corruption) واتخذت من برلين مقرًا لها، وتملك هذه المنظمة اليوم أفرعًا في أكثر من 100 دولة، وتُعَد المنظمة الفريدة من نوعها في العالم، حيث أخذت على عاتقها محاربة الفساد كافة، والذي يمثل استغلال سلطةٍ ما من أجل تحقيق مكاسب شخصية «كما أوردت في تعريفها للفساد»، وقد أعدت مجلدًا للتوعية بأضراره وإبراز آثاره المدمرة على المجتمع والأفراد وطرح الحلول الكفيلة لمحاربته والقضاء عليه. آخر التقارير والإحصاءات الواردة عن تلك المنظمة عام 2011م تُقيّم مدى نزاهة 183 دولة حول العالم، فجاءت نيوزلندا والدانمارك وفنلندا ضمن الدول الأقل فسادًا، واحتلت الصومال المرتبة الأولى ضمن الدول الأكثر فسادًا على الإطلاق يليها كوريا الشمالية، وجاءت المملكة العربية السعودية في المركز السابع والخمسين ضمن هذه الدول. همسة: أتمنى أن يكون هناك شريان تعاون مُثمر يشوبه الجدية والشفافية بين هيئة مكافحة الفساد السعودية وتلك المنظمة، وتطبيق برامجها السامية دون وضع حاجز «الخصوصية السعودية» عائقًا بيننا وبينها.. علمًا بأن موقع المنظمة الإلكتروني هو: www.transparancy.org للتواصل معها من خلاله.